وساطة تركية بين إسرائيل وحماس حول صفقة شاليط

بعد الانتخابات.. أردوغان يتقرب من نتنياهو

TT

كشفت مصادر سياسية إسرائيلية أمس عن جهود وساطة تركية بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، ترمي إلى إطلاق صفقة تبادل أسرى، يتحرر بموجبها الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، و1100 أسير فلسطيني.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي أوردت النبأ أمس، إن تركيا تعمل مع حماس منذ نحو سنة من أجل بلورة صفقة، وإنها فعلت ذلك على نار هادئة، ولكنها في الأسابيع الأخيرة ومنذ انتهاء الانتخابات التركية تزيد من وتيرة نشاطها، وإنها مارست بعض الضغوط على قادة حماس لكي يوافقوا على الصفقة التي اقترحها الوسيط الألماني، جيرهارد كونراد، وإنها اقترحت مؤخرا أن يزور مندوب عن الهلال الأحمر التركي الأسير شاليط في غزة، لكن حماس رفضت، ولذلك تواصل تركيا جهدها. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن هذه الجهود بدأت منذ نحو سنة، بتدخل من رجل الأعمال الإسرائيلي من أصل تركي أليكو دونميز، الذي يحظى بعلاقات مميزة في القصر الرئاسي في أنقرة. وإن دونميز التقى أردوغان في السنة الماضية، بعد أن سيطرت إسرائيل على سفن أسطول الحرية الأول. وقد سلمه رسالة شخصية مؤثرة من والد الجندي الأسير، نوعم شاليط، يعتذر فيها عن مقتل تسعة مواطنين أتراك على متن سفينة «مرمرة»، ويشرح فيها معاناته وعائلته بسبب أسر ابنهم، ويرجوه أن يساعده على إطلاق سراحه، أو على الأقل أن يحضر دليلا على أن ابنه ما زال على قيد الحياة.

وذكرت الصحيفة أن المعارضة التركية هاجمت أردوغان خلال المعركة الانتخابية، لأنه أفقد تركيا دورها القيادي في الشرق الأوسط نتيجة عدائه لإسرائيل. وقد انتظر أردوغان انتهاء المعركة الانتخابية ليتقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وادعت الصحيفة الإسرائيلية أن أردوغان يبذل هذه الجهود في الوساطة على أمل تحسين علاقاته مع إسرائيل، فهو معني بطي صفحة العداء معها، لأنه اقتنع بأن هذا العداء يفقده تأثيره في الشرق الأوسط، وأنه يرى أن من مصلحة تركيا أن تكون قادرة على إقامة علاقات مع كل دول المنطقة، وليس مع طرف ضد الآخر، وأنه في حال النجاح في إطلاق صفقة تبادل الأسرى فإن أسهم تركيا سترتفع لدى جميع الأطراف وتحقق هذا الهدف. وأكدت الصحيفة أن دعوة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى تركيا جاءت في إطار هذه الجهود، وأن الموقف التركي الحازم ضد إبحار أسطول الحرية الثاني هو أيضا يخدم هذه الغاية.