علاوي يشرف قريبا على مباحثات لتنفيذ اتفاقية أربيل.. ومظاهرات مؤيدة للفيدرالية في الناصرية

الناطقة باسم «العراقية» لـ «الشرق الأوسط»: الجهات التي تهاجم النجيفي هي التي شرعت قانون الأقاليم

TT

كشفت المتحدثة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي أن زعيم القائمة العراقية الوطنية الدكتور إياد علاوي في طريقه إلى بغداد، عائدا من لندن بعد استكمال علاجه، للإشراف على المباحثات التي سوف تجريها القائمة مع الكتل السياسية. ونفت الدملوجي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون علاوي وصل إلى إقليم كردستان لإجراء مباحثات مع الزعماء الأكراد قبل توجهه إلى بغداد»، مشيرة إلى أن «علاوي سوف يصل إلى بغداد قريبا بعد أن استكمل علاجه وسوف تبدأ بمجرد وصوله الاجتماعات مع الكتل السياسية المختلفة بشأن تنفيذ اتفاقيات أربيل وتحديد مفهوم واضح وصريح للشراكة الوطنية».

وحول ما إذا كانت مباحثات «العراقية» ستقتصر على ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، أم إنها تشمل الكتل الأخرى، قالت الدملوجي: «ليس لدينا مباحثات منفصلة مع (دولة القانون) وإنما المباحثات تشمل الجميع لأن جميع الكتل السياسية تريد تحديد مفهوم الشراكة الوطنية ومعرفة مصير اتفاق الشراكة الذي تم الاتفاق عليه في أربيل»، كاشفة أنه «ليست (العراقية) فقط لديها مشكلة مع (دولة القانون) بهذا الخصوص، وإنما الكتل الأخرى لديها المشكلة نفسها وتريد أن تتوضح الأمور من خلال الحوار».

وردا على سؤال بشأن الآلية التي ستتم بها المفاوضات طبقا لمبادرة الرئيس جلال طالباني، قالت الدملوجي إن «طالباني ليست لديه مبادرة وإنما المبادرة الوحيدة الموجودة التي يقر بها الجميع هي مبادرة أربيل»، في إشارة إلى مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وأوضحت الدملوجي أن «من بين القضايا التي بحثت ولم يتم الوصول إلى حلول نهائية لها هي قضية الوجود الأميركي في العراق، حيث إن رئيس الوزراء نوري المالكي أبلغ المجتمعين أن العراق ليس قادرا على حماية حدوده الخارجية بسبب عدم جاهزية قواته، ولكنه قادر على تأمين الجبهة الداخلية، غير أن هذه المسألة لم يتم اتخاذ موقف نهائي بصددها».

وحول مصير الوزارات الأمنية التي لا تزال معلقة منذ العام الماضي، قالت الدملوجي إن «هذا الموضوع لا يزال على حاله ولم يتقدم قيد شعرة وكل من يتحدث عن أسماء وغيرها، فهو واهم؛ إذ ليس هناك الآن سوى رجل واحد يقود الوزارات الأمنية والقوات المسلحة ولم يطرأ تغيير على هذا الصعيد»، في إشارة إلى إدارة المالكي لتلك الوزارات.

وبشأن الحديث عن الترشيق الحكومي الذي اقترحه رئيس الوزراء، قالت المتحدثة باسم «العراقية» إن «القائمة العراقية لم تتسلم شيئا من هذا القبيل بحيث يصلح قاعدة للحديث، وكل ما يجري الحديث بصدده عن الترشيق هو حديث للاستهلاك الإعلامي وليس أكثر». وردا على سؤال بخصوص الدعوات لاستجواب رئيس البرلمان أسامة النجيفي على خلفية تصريحاته بشأن «فيدرالية السنة»، قالت الدملوجي إنه «ليس هناك أكثر حرصا من القائمة العراقية على وحدة العراق، ومشروع (العراقية) الوطني قائم على هذا الأساس»، واصفة كل ما يجري الحديث عنه بشأن النجيفي بأنه «نوع من الصيد في المياه العكرة لا أكثر، والجهات التي تتحدث عن النجيفي وتهاجمه باسم الوحدة الوطنية هي نفسها التي شرعت قانون الأقاليم».

وفي الوقت الذي لا يزال فيه ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي يصر إما على استجواب النجيفي بسبب تصريحاته عن الفيدرالية أو تقديمه اعتذارا إلى الشعب العراقي بسبب ذلك، انطلقت أولى المظاهرات المؤيدة للفيدرالية في محافظة ذي قار جنوبي العراق أمس. وكان المئات من المواطنين قد تظاهروا في مدينة الناصرية مطالبين بإقامة فيدرالية خاصة بالمحافظة وإقالة أعضاء بارزين في الحكومة المحلية في المحافظة. ورفع المتظاهرون شعارات ركزت في معظمها على إقامة فيدرالية للمحافظة وإقالة رئيس مجلس المحافظة قصي العبادي وقائد الشرطة اللواء الركن صباح الفتلاوي إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس المحافظة. واعتبر المتظاهرون في شعاراتهم أن ما دفعهم إلى ذلك هو التهميش الذي لحق بهم، وهي المخاوف نفسها التي حذر منها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الذي كشف عن تلقيه طلبين من محافظتي البصرة والكوت بشأن إقامة أقاليم فيدرالية في كل من المحافظتين. وتعتبر المحافظات الوسطى والجنوبية من أهم معاقل «دولة القانون» التي تصر على محاسبة النجيفي على خلفية ما اعتبرته تصريحات مسيئة للوحدة الوطنية.