البنك الدولي يفتح كنزه الثمين من البيانات الاقتصادية

أثمن شيء في المؤسسة العالمية المعلومات.. وليس الأموال

TT

يتيح البنك الدولي الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه برج عاجي بلا نوافذ معلومات هائلة. صحيح أن البنك ما زال يمنح سنويا قروضا بقيمة 170 مليار دولار، لكنه يكرس منافسته لكل من «وول ستريت» وحكومات الدول ومصارف التنمية المحلية الأصغر التي لديها أموال أكثر لتقدمها على النفوذ والسلطة. لم يعد البنك الدولي هو المنفذ الوحيد.

ويمتلك زوليك البالغ من العمر 57 عاما الكثير من المعلومات. يصدر البنك الدولي البيانات منذ ما يزيد عن عام، لكنه يتيحها حاليا مجانا لأكثر من 7 آلاف، بينما كانت متاحة لـ140 ألف مشترك أكثرهم من الحكومات والباحثين الذين يدفعون مقابل الحصول عليها.

وتتضمن قاعدة البيانات كل أنواع المعلومات الخاصة بالدول النامية سواء كان ذلك إحصاءات اقتصادية عادية مثل إجمالي الناتج المحلي وتضخم سعر السلع للمستهلك وما شابه، أو معلومات غريبة مثل عدد النساء اللاتي يرضعن أبناءهن في بيرو.

إنه كنز ليس له مثيل في العالم، واتضح أنه ذو قيمة عالية. أيا كانت دقة المعلومات أو مدى تحيزها فهي تحدد ملامح الواقع الاقتصادي لمليارات من البشر وتستخدم في وضع السياسات وصناعة قرارات لها تأثير كبير على حياتهم. يقول زوليك إن انفتاح البنك الدولي الجديد خطوة من أجل التنافس سواء داخليا أو خارجيا، بينما يعمل على الحد من الفقر ودعم التنمية الاقتصادية.

يمكن القول بإيجاز إن البنك الدولي، الذي ظل طويلا مرادفا ومعادلا لسيطرة واشنطن، يتخذ الآن خطوات باتجاه «توجيه اقتصاديات التنمية نحو الديمقراطية»، كما يقول زوليك الذي يقود ما يراه كثيرون من داخل المؤسسة هجوما على نفوذ ومكانة البنك. وقال زوليك في خطاب له بجامعة جورج تاون الخريف الماضي: «نحن لا نحتكر الإجابات. لقد ظلت الإرشادات تسير لمدة طويلة في اتجاه واحد».

عندما سأله أحد الزوار عن المكان الذي ينبغي أن يجلس فيه، قال زوليك وهو يدق بقدمه على الأرض: «أي مكان ما عدا هنا»، ثم ابتسم وربت على الوسادة التي بجانبه وأضاف: «أو هنا»، ثم أشار إلى مقر صندوق النقد الدولي القريب في إشارة تحمل قدرا كبيرا من الدعابة إلى ستروس والضجة التي صاحبت الاتهام الموجه إليه في نيويورك.

ويتحدث زوليك بثقل دبلوماسي متوقع بالنظر إلى قضائه الجزء الأكبر من حياته العملية في العمل كدبلوماسي ممثل للولايات المتحدة. وتولى زوليك المنصب في يوليو (تموز) 2007 خلفا لبول ولفويتز الذي استقال بعد سلسلة من السجالات انتهت بفضيحة عن علاقته بإحدى العاملات.