رؤساء شرق ووسط أفريقيا يعقدون قمة اللحظات الأخيرة حول السودان لوضع خارطة دولة الجنوب

الوسطاء يطلبون زعيم متمردي كردفان

TT

وجه وسطاء عملية السلام السودانية بين الحكومة ومتمردي الجيش الشعبي في شمال السودان الدعوة إلى زعيم متمردي كردفان عبد العزيز الحلو للانضمام إلى مفاوضات لوقف العدائيات في الإقليم المضطرب وسط تحذيرات من الحركة الشعبية من حرب شاملة حال انهيار اتفاق مبادئ وقع بين الطرفين الأسبوع الماضي، في وقت سخر فيه الحلو من إعلان الرئيس البشير ملاحقته قانونيا، وطالبه بالتوجه إلى لاهاي للدفاع عن نفسه في جرائم حرب وإبادة في دارفور، متهما الرئيس السوداني بتقسيم السودان إلى بلدين. في غضون ذلك، أجرى الرئيس البشير مباحثات مع رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تركزت على إعلان الدولة الجديدة والقضايا العالقة بين الشمال والجنوب.

وانطلقت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا قمة مهمة لرؤساء دول «إيقاد» حول السودان بمشاركة الرئيس عمر البشير ورئيس الجنوب سلفا كير ميارديت قبيل أربعة أيام من قيام دولة الجنوب الجديدة، وكان البشير قد التقى بنائبه سلفا كير على هامش القمة وسط أجواء متوترة، وركزت المباحثات على إعلان استقلال الدولة، وضرورة التوصل لاتفاق حول القضايا العالقة المرتبطة بالشمال والجنوب؛ مثل: النفط، والموارد الطبيعة، والاقتصادية، والجنسية والمواطنة، وترسيم الحدود، وأبيي، والتوتر في جنوب كردفان، والنيل الأزرق، وهما ولايتان شماليتان ارتبطتا بالحرب مع الجنوب خلال 23 عاما، ويضم الجيش الشعبي عشرات الآلاف من أبناء الولايتين وسط صفوفه، وهو ما أثار توترا بين أبناء تلك المناطق والحكومة في الخرطوم، وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي خلال كلمة افتتاحية أن أجندة القمة تشمل الأوضاع في السودان، خاصة في ما يتعلق بمسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل، إلى جانب الأوضاع في الصومال، والتطورات في إريتريا. من جانبه استعرض الرئيس الكيني مواي كيباكي، بوصفة رئيس اللجنة الفرعية لـ«إيقاد» حول السودان، جهود «إيقاد» في دعم السلام والاستقرار في السودان، داعيا في هذا الشأن الطرفين إلى مزيد من التعاون حتى تشهد المنطقة استقرار وسلاما شاملا، باعتبار أن ما يحدث في السودان يلقي بظلاله على دول المنطقة، مؤكدا دعم بلاده لكل ما من شأنه أن يحقق السلام والاستقرار في السودان شماله وجنوبه. في حين هنأ هايلي منكريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة شريكي السلام في السودان لما توصلا إليه من اتفاق ودعاهما لمواصلة الحوار حول ما تبقى من قضايا عالقة بالروح السابقة نفسها، وأعرب عن ثقته في تمكن الأطراف السودانية من مواجهة هذه القضايا وحلها بكل شجاعة. وينضم إلى القمة كذلك مبعوث الرئيس الأميركي للسودان للمشاركة في وضع اللمسات النهائية لإعلان استقلال جنوب السودان.

في غضون ذلك، كشف الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» أن وسيط السلام الأفريقي ثابو مبيكي ورئيس الوزراء الإثيوبي قدما الدعوة إلى نائب رئيس الحركة الشعبية وقائد التمرد بجنوب كردفان عبد العزيز الحلو للانضمام إلى مفاوضات سلام ومباحثات حول وقف العدائيات في كردفان، وكانت الحكومة السودانية والحركة الشعبية في الشمال قد وقعتا على اتفاق سلام وشرعتا في التحضير لاتفاق وقف عدائيات، إلا أن الاتفاق أدى إلى انقسام داخل صفوف المؤتمر الوطني الحاكم وصعود تيارات تدعو لهزيمة المتمردين عسكريا، وأكد الرئيس البشير أنه سيلاحق الحلو ويقدمه للمحاكمة، إلا أن الحركة الشعبية أكدت تمسكها بالسلام والعمل على تحقيقه. وفي السياق ذاته، حمل عبد العزيز الحلو بشدة على الرئيس البشير وقال: «كان على الرئيس أن يذهب إلى (لاهاي) ويبرئ ساحته من التهم الموجهة له، قبل أن يقدم الآخرين للمحاكمة»،