صدامات بين باعة جائلين ومتظاهرين في ميدان التحرير

المشكلات بدأت عندما حاول المتظاهرون نقل خيامهم بعيدا عن بائعي الشاي

شاب في ميدان التحرير يطالب الحكومة بتثبيت الأمن بعد الإشتباكات العنيفة الاسبوع الماضي (رويترز)
TT

اشتعلت صدامات، مساء أول من أمس، داخل ميدان التحرير في القاهرة، جراء خلاف وقع بين متظاهرين وبائعي شاي أدى إلى اندلاع صدامات بين مجموعات من الشباب المسلحين بالحجارة والعصي والسكاكين، وحرقت خيام المعتصمين في الميدان. وتبدو الصدامات باعتبارها خلافات بين طرفين مدنيين، على خلاف أعمال العنف التي اندلعت في الميدان يوم الثلاثاء الماضي بين متظاهرين وقوات الشرطة. وتشير الصدامات إلى استمرار التوتر في مصر في وقت تتفاوض البلاد حول السبيل للخروج من الفترة الانتقالية التي يتولى إدارة البلاد خلالها مجلس عسكري يتعرض لانتقادات متزايدة من المتظاهرين. شكل ميدان التحرير النقطة المحورية للثورة التي استمرت 18 يوما وأسقطت الرئيس حسني مبارك في فبراير (شباط) الماضي. ومنذ ذلك الحين، عاود المتظاهرون النزول إلى الميدان كل بضعة أسابيع للضغط على المجلس العسكري لتلبية مطالب الثورة. وانتهت كل من هذه المظاهرات بصدامات - بين متظاهرين وقوات أمن، أو متظاهرين ومدنيين آخرين. ومثلما كان الحال مع صدامات الأحد، لا يكون من الواضح دوما من ضد من. وبدأت الصدامات قرب الغروب واستمرت حتى عم الظلام وسط القاهرة. وقال بعض المتظاهرين إن المشكلات بدأت عندما حاولوا نقل خيامهم بعيدا عن بائعي الشاي، الذين اتهمهم المتظاهرون بأنهم «بلطجية» يعملون لحساب قوات الأمن. حينئذ، لوح الباعة بالسكاكين وأضرموا النيران في الخيام، حسبما ذكر الناشط كريم العجمي، وأمطروا المتظاهرين بالحجارة وقذائف كيروسين. وقال ناشط آخر يدعى إسلام إسماعيل إن المتظاهرين كشفوا اثنين من ضباط الشرطة السريين بين الحشد وسلموهما إلى الجيش. ولم يتسن لنا التحقق من هذه الادعاءات. بحلول الثامنة مساء، كانت خيام المتظاهرين قد تعرضت للتدمير. كان أكثر من 1000 شاب، كثير منهم مسلحون بمواسير معدنية وهراوات خشبية، قد قطعوا الميدان ذهابا وإيابا، بحثا عن أعداء نادرا ما كانوا يظهرون بوضوح. وعلى الرغم من المعارك، استمرت حركة المرور في الميدان، حيث تولى مدنيون توجيهها، حول المتظاهرين الذي ألقى بعضهم الآنية المعدنية الخاصة بالبائعين في الطريق تحت عجلات السيارات. وشاهد مارة الشباب وهم يتعاركون في الميدان الذي ملأه الغبار وقطع الحجارة المحطمة، ويصرخون أثناء جريهم في الميدان ذهابا وإيابا «بلطجية! بلطجية!». من جانبه، قال خالد لطفي، أحد المارة بالميدان الذي كان في طريق عودته من صالة ألعاب رياضية حاملا مضرب تنس: «لو كان بحوزتي سلاح كنت ضربت هؤلاء الصبية بنفسي. لقد صحت مصر، لذا كفى. لماذا تستمرون في فعل هذه الأشياء؟».

لم يكن في الميدان ضباط شرطة ولا قوات مسلحة، مما زاد من الفوضى والتوترات. وتولى صف من سيارات الإسعاف علاج المصابين، كانوا في معظمهم من الشباب. وأعلنت وزارة الصحة المصرية وقوع 47 مصابا جراء الصدامات، بينهم 20 في حالة خطيرة. وطوال الليل، جابت سيارات الإسعاف الميدان. وكان المتظاهرون قد خيموا في الميدان منذ مظاهرة أقيمت الجمعة للمطالبة بمحاكمة أسرع لمسؤولي الحكومة السابقين، بينهم ضباط شرطة متهمون باستخدام قوة قاتلة ضد المتظاهرين في ثورة 25 يناير.

* دينا صلاح عامر أسهمت في التقرير

* خدمة «نيويورك تايمز»