المتضامنون قرروا تحدي أثينا والإبحار دون تنسيق

اليونان اقترحت حلا وسطا لـ«أسطول الحرية 2» بالتنسيق مع الأمم المتحدة.. والمنظمون رفضوا

فلسطينيون على ظهر مراكب صغيرة يرفعون العلم الفلسطيني تعبيرا عن تضامنهم مع سفن كسر الحصار التي منعت من الإبحار إلى غزة (أ.ب)
TT

قال وزير الإعلام الفلسطيني السابق، مصطفى البرغوثي، إن المشاركين في «أسطول الحرية 2» قرروا محاولة الانطلاق من ميناء أثينا من دون تنسيق مع السلطات اليونانية، في تحد للقرار الذي أصدرته السلطات اليونانية بمنع إبحار الأسطول إلى غزة. وصرح البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، من على ظهر إحدى السفن المشاركة في الأسطول، أن النشطاء سيحاولون الإبحار، معتبرا ذلك محاولة يشوبها الكثير من المخاطر.

وفي اتصال مع عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية، قال البرغوثي إن منظمي أسطول الحرية 2 رفضوا اقتراحا يونانيا بنقل المساعدات عبر سفن مدنية إلى ميناء «أسدود» الإسرائيلي، لتفتيشها قبل السماح لها بالوصول إلى القطاع، واعتبر ذلك تكريسا للحصار والاحتلال. وقال: «نحن وافقنا على أن تتولى جهات دولية والسلطات اليونانية، وليس إسرائيل، عملية التفتيش. فالهدف من هذا الأسطول هو كسر الحصار وليس توصيل المساعدات للقطاع وحسب». وشدد البرغوثي على أن محاولة الإبحار رغم رفض الحكومة اليونانية يهدف، بشكل أساسي، إلى بث رسالة واضحة برفض الحصار وعدم التطبع معه. واعتبر البرغوثي أن ما تتعرض له اليونان من ضغوط من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل هو عملية ابتزاز واضحة بسبب المساعدات الاقتصادية، إلى جانب ضغوط مماثلة تمارس على قبرص وتركيا وغيرهما. واستهجن البرغوثي إصدار اللجنة الرباعية بيانا تطلب فيه من الأسطول التوقف، بدلا من أن تطلب من إسرائيل رفع الحصار عن غزة. من ناحية ثانية، نقل موقع «صفا» الإخباري الفلسطيني، عن مصدر في ائتلاف أسطول الحرية 2، ادعاءه أن اليونان تشاورت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن تقترح عودة المتضامنين وشحن المساعدات الإنسانية إلى غزة، عن طريق ميناء أسدود أو العريش وبتعاون وتنسيق كامل مع الأمم المتحدة وبالطرق الرسمية. ونوه المصدر إلى أن المتضامنين رفضوا العرض اليوناني بشكل تام، باعتباره يمثل «تحايلا يهدف إلى إبقاء الحصار على غزة بطرق مختلفة، وتناغما مع الموقف الإسرائيلي الذي لا يعارض مثل هذا الاقتراح». وشدد المصدر على أن غضبا شديدا يسود أوساط المتضامنين، بعدما علموا أن الاقتراح اليوناني جاء بعد اتصال تليفوني أجراه وزير الخارجية اليوناني مع الرئيس الفلسطيني.

من جهة أخرى، واصلت الصحف الإسرائيلية كشف المزيد من التفاصيل المتعلقة بأسباب قيام اليونان بمنع أسطول الحرية من مغادرة موانئها. وفي مقال نشره أمس، قال المعلق العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، إن التحولات في الموقف اليوناني جاءت نتائج تعاظم أواصر التحالف والتعاون بين اليونان وإسرائيل. واستذكر بن يشاي أن التحول في الموقف اليوناني يعتبر تحولا هاما، حيث كانت اليونان من أكثر الدول الأوروبية تأييدا للنضال الفلسطيني. وأشار بن يشاي إلى أن إسرائيل تمكنت من توظيف تراجع علاقاتها مع تركيا، بتعزيزها مع اليونان، على اعتبار أن الدولتين في حالة عداء.