دعوى محاولة اغتصاب تنتظر ستروس ـ كان لدى عودته إلى فرنسا

نظرية المؤامرة عادت إلى الواجهة.. وشكوك بدور لمجموعة «أكور» مالكة فندق سوفيتيل

TT

عادت نظرية المؤامرة لتطل برأسها في موضوع اعتقال مدير صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستروس - كان في نيويورك وتوجيه اتهامات له باغتصاب امرأة غينية مهاجرة «نفيسة ديالو» تعمل كخادمة غرف في فندق سوفيتيل. وبعد أن عمد القضاء الأميركي إلى إطلاق حرية الحركة لستروس - كان على الأراضي الأميركية وإعادة الكفالة المالية له، تتجه الأنظار إلى الـ18 من الشهر الجاري موعد جلسة المحكمة الجديدة التي يأمل محامو الدفاع أن تفضي إلى إسقاط التهم بحق الوزير الفرنسي السابق وإغلاق ملفه.

غير أن هذه النهاية «السعيدة»، في حال تحققت، لا تعني نهاية المآسي لرئيس صندوق النقد السابق. فقد أعلن ديفيد كوبي، محامي صحافية فرنسية شابة اسمها تريستان بانون، أنه سيعمد اليوم إلى تقديم دعوى ضد ستروس - كان بتهمة محاولة اغتصابها في عام 2003. وسبق لتريستان بانون أن روت قصتها بالتفصيل وكيف أعطاها ستروس - كان موعدا في شقة وحاول الاستفادة من الفرصة للانقضاض عليها عندما جاءته لإجراء حديث صحافي معه. وقتها، منعت والدة تريستان بانون ابنتها من تقديم شكوى ضد ستروس - كان، الرجل القوي في الحزب الاشتراكي باعتبار أن الوالدة تعرفه شخصيا فيما ابنتها صديقة لابنة ستروس - كان. ونقل المحامي المذكور عن الأخيرة قولها إنها أخبرت أمين عام الحزب الاشتراكي السابق فرنسوا هولند بالحادثة لكنه نصحها بتناسي الموضوع.

وعادت هذه القصة القديمة إلى الواجهة مع تفجر فضيحة نيويورك وانفلات الألسن من عقالها إذ أخذت تتحدث عن هوس الوزير السابق الجنسي. وذهب الصحافيون إلى التأكيد أن الأمر كان معروفا من السياسيين والإعلاميين خصوصا الإعلاميات اللاتي كن يتحاشين التواجد بمفردهن مع ستروس - كان. والأرجح ألا تفضي الدعوى الجديدة إلى شيء طالما لا تمتلك الجهة المشتكية «براهين» على محاولة الاغتصاب التي تقول إنها وقعت قبل 8 سنوات. لكنها تبين صعوبة معاودة السياسي الاشتراكي اللامع إلى ممارسة السياسة وكأن شيئا لم يكن. ورغم تجند أنصار ستروس - كان المقربين للمطالبة بترك الأبواب مفتوحة أمام احتمال عودته للمشاركة في المنافسة الانتخابية الرئاسية من داخل الحزب الاشتراكي أولا وفي الانتخابات نفسها التي ستجرى ربيع العام القادم، فإن الاتجاه العام يفيد بأنه سيكون من الصعب عليه العودة إلى الملعب السياسي وكأن شيئا لم يحدث.

وحتى الآن، لم يصدر عن ستروس - كان شيء يفيد بهذا الخيار أو ذاك. فالرجل الذي استفاد من وقوف زوجته آن سانكلير وراءه ووضع ثروتها الكبيرة بتصرفه لإخراجه من «مأزق» نيويورك، سيكون بحاجة إلى كثير من الوقت لينسى الفرنسيون صورته خارجا من مقر شرطة نيويورك مقيد اليدين يقوده رجلا أمن كأي مجرم أو مهرب مخدرات.