عبد الجليل يتراجع: لا مجال لبقاء القذافي في ليبيا

ميدفيديف التقى زوما في سوتشي وبحثا الأزمة الليبية.. و«الأطلسي» يستهدف ميناء زوارة ومواقع في البريقة ومصراتة وسرت

الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال استقباله نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما في سوتشي، أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن لا مجال لبقاء معمر القذافي في ليبيا حاضرا ومستقبلا، فيما كان الملف الليبي محور محادثات في روسيا بين الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما.

وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في بنغازي أمس، إن لا مجال لبقاء القذافي في ليبيا حاضرا ومستقبلا، بعد يوم من قوله خلال لقاء مع «رويترز» إنه اقترح في السابق أن القذافي يمكنه البقاء في ليبيا إذا أراد التقاعد، على أن تشرف على تحركاته جهات دولية، مشيرا إلى أن المقترح قدم عبر الأمم المتحدة، لكن طرابلس لم ترد عليه. وكانت سرت معلومات أول من أمس، في شوارع بنغازي معقل الثوار، شرق البلاد، أثارت الغضب تفيد بأن المجلس الوطني الانتقالي مستعد للسماح لـ«قائد الثورة» بأن ينسحب في مكان ما بليبيا بدون التعرض لأي عقاب. وتجمع نحو مائة شخص أمام فندق «تيبستي» حيث مقر المجلس الوطني عندما كان أعضاؤه يعقدون مؤتمرا صحافيا في بادرة نادرة في بنغازي للإعراب عن المعارضة إزاء القيادة السياسية. وقال عبد الجليل في بيان له أمس إنه «لم يبق أمام العقيد معمر القذافي سوى (التنحي عن السلطة والمثول أمام العدالة)».

من جهة أخرى، وعد المجلس الوطني الانتقالي أمس باحترام العقود النفطية والمالية المبرمة قبل اندلاع الثورة على نظام القذافي «مؤقتا». وأعلن المجلس الذي يمثل الثوار الليبيين في بيان أنه «ما دام يحكم بشكل مؤقت، فسيستمر المجلس الوطني في ليبيا يحترم كل العقود المالية والنفطية التي أبرمها نظام القذافي».

وفي سوتشي على البحر الأسود التقى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما على هامش اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي وروسيا مخصص للأزمة الليبية. وقال الرئيس الروسي «أود أن يسمع (ممثلو الحلف الأطلسي) في الوقت نفسه مني ومن جانبكم سيدي الرئيس (زوما) ما يحصل في هذا البلد» في إشارة إلى ليبيا. وأكد زوما أن لقاء أعضاء «الأطلسي» سيكون «مفيدا جدا على صعيد تبادل وجهات النظر، لأنهم سيطلعون على القلق الراهن للاتحاد الأفريقي».

وعلى غرار جنوب أفريقيا تحاول روسيا القيام بدور الوسيط في النزاع الليبي. وكان الرئيس الروسي أرسل في يونيو (حزيران) إلى ليبيا مبعوثا للتباحث مع طرفي النزاع. وقال مسؤولون من جنوب أفريقيا، رفضوا الكشف عن هوياتهم، إن زوما وميدفيديف قد يصدران بيانا مشتركا يدعوان فيه الحلف الأطلسي إلى وقف الغارات الجوية على قوات القذافي. ولاحقا صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن روسيا وحلف شمال الأطلسي ما زالا على خلاف حول الحملة الجوية الغربية على ليبيا، وذلك بعد محادثات أجراها مع الأمين العام للحلف الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي «حتى الآن ليس لدينا الرؤية نفسها التي لدى الحلف الأطلسي حول كيفية تنفيذ هذا القرار» في إشارة إلى القرار الدولي 1973 الذي أذن بتنفيذ العمليات العسكرية.

ميدانيا، استهدفت غارات الحلف الأطلسي أمس ميناء زوارة (غرب) ونقاط مراقبة «مدنية» في هذه المدينة التي تقع على بعد 120 كلم غرب العاصمة طرابلس، بحسب ما أعلن التلفزيون العام الليبي، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية من جهتها إن الغارة «الصليبية» استهدفت صباح أمس نقاط مراقبة في بني وليد على بعد 180 كلم جنوب شرقي العاصمة طرابلس، مما خلف العديد من القتلى والجرحى. وندد التلفزيون الليبي بـ«حرب الإبادة» و«الجرائم ضد الإنسانية» التي يرتكبها الحلف الأطلسي في ليبيا.

من جهته، أعلن الحلف الأطلسي أنه استهدف أمس، 3 عربات مسلحة في منطقة زوارة، كما نفذ غارات خصوصا على البريقة (800 كلم شرق طرابلس) حيث استهدف 19 موقعا عسكريا، وأيضا في مصراتة (200 كلم شرق العاصمة)، وسرت (500 كلم شرق طرابلس)، وغريان (50 كلم جنوب العاصمة الليبية). وكان الحلف أكد السبت أنه سيواصل تكثيف الضغط على نظام القذافي لـ«حماية المدنيين حيثما كانوا مهددين بهجمات».

وقتل شخصان ينتميان إلى إحدى قبائل مدينة سبها معقل القبيلة التي يتحدر منها القذافي في جنوب غربي البلاد، بالرصاص خلال مظاهرة مناهضة للنظام، وفق ما أكد شخص مقرب من الضحيتين.