عملية قرصنة على صفحة «الثورة السورية».. تؤدي إلى إغلاقها لعدة ساعات

بعدما تحولت مرجعا أساسيا لمواكبة التطورات

TT

نجح القيمون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فيس بوك»، بالتعاون مع إدارة الموقع، في استرجاع صفحتهم التي أغلقت لساعات معدودة صباح أمس، بعد أن تسبب توقفها في إرباك الناشطين السوريين والداعمين للانتفاضة في أرجاء العالم بعدما تحولت هذه الصفحة مرجعا أساسيا لمواكبة تطورات الثورة والأوضاع الميدانية في كل أنحاء سوريا.

وانتقد نشطاء سوريون المحاولات التي يقوم بها مؤيدو النظام السوري لضرب هذه الصفحة التي وصفوها بأنها «الصفحة التي انطلقت منها كل صفحات الثورة السورية، وكانت المحرك الأساسي لتغذية الثورة ومدها بمستلزمات البقاء من شعارات وتوزيع دعوات التظاهر ونقل كل مستجدات الثورة للرأي العام العالمي.» وقد تمكن التقنيون العاملون على الصفحة وبالتعاون مع القيمين على باقي الصفحات الداعمة للانتفاضة، من التواصل مع إدارة موقع «فيس بوك» التي تلقت آلاف الشكاوى المنتقدة لغياب الصفحة، مما سرع بمعالجة المشكلة وإعادة الصفحة لبث الأخبار والفيديوهات.

وكانت الصفحة تعرضت لعملية قرصنة مماثلة في 24 أبريل (نيسان) الماضي؛ إذ يشن مؤيدو النظام حملة واسعة لإغلاق هذه الصفحة التي يصفونها بـ«صفحة دعم الفتنة». وتنتشر أكثر من صفحة عبر موقع «فيس بوك» مؤيدة للنظام تدعو لإرسال شكاوى لإدارة «فيس بوك» لمطالبتها بإغلاق الصفحة الرسمية للثورة. وتعمل صفحات «الجيش السوري الإلكتروني - وحدة ضرب صفحات العدو»، و«معا لإغلاق صفحة (الثورة السورية ضد بشار الأسد)» على تعميم الدعوات في هذا الإطار.

وفور إغلاق الصفحة، أطلق الناشطون السوريون موقعا جديدا لدعم الثورة، وهو موقع بديل يستخدمه القيمون على الصفحة الرسمية في حال طرأ أي طارئ على صفحتهم التي تخطى عدد المنتسبين إليها الربع مليون. وشكلت الحملة التي يتعرض لها موقع الثورة عبر «فيس بوك»، حافزا جديدا لدى المنتسبين للسعي لتوسيع انتشارها عبر دول العالم، علما بأنه تم فتح صفحة مماثلة باللغة الروسية في سبيل الضغط على روسيا لتعديل موقفها من الانتفاضة السورية.

وكانت وسائل إعلام النظام السوري اتهمت في وقت سابق إدارة موقع «فيس بوك» بالتواطؤ مع الانتفاضة ومساعدة الثوار على توسيع انتشار صفحتهم الرسمية في مقابل سعي هذه الإدارة للحد من انتشار المواقع والصفحات المؤيدة للنظام والتي لا يتخطى عدد المنتسبين إليها العشرات.

وقد تدفقت التعليقات والمواقف مع عودة الصفحة للبث، فشدد المواطن السوري الذي أطلق على نفسه اسم «علي سورية» على أن «عودة الصفحة لن يزيد الثوار إلا إصرارا على إكمال الطريق» لافتا إلى أن «كل ممارسات النظام لن تؤثر فينا، فالشعب رفض مبدأ (الحوار) وأصر على مبدأ (الاستمرار)».

بدوره، قال كعدي أبو جميل إن «إغلاق الصفحة في هذا اليوم بالذات، أي موعد إطلاق المقاطعة الاقتصادية، دليل على الرعب الذي يعيشه النظام خوفا من هذه المقاطعة، وظنا منه أنه بهذه الطريقة قد يحجب الدعوات عن السوريين».