رئيس دائرة العلاقات الخارجية في إقليم كردستان: لدينا أكثر من 20 قنصلية بينها اثنتان عربيتان

فلاح مصطفى لـ «الشرق الأوسط»: نسعى للانفتاح على العالم خدمة لمصالح العراق والإقليم

فلاح مصطفى («الشرق الأوسط»)
TT

في كلمته خلال حفل استقبال أقامته ممثلية حكومة إقليم كردستان مؤخرا في مبنى البرلمان البريطاني في لندن، شدد فلاح مصطفى، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الإقليم (بمثابة وزارة الخارجية) وأمام حشد من البرلمانيين والمسؤولين البريطانيين وأعضاء الجالية العراقية، الأكراد منهم والعرب والتركمان، على أهمية مد الجسور بين الإقليم ودول العالم، مشيدا بموقف بريطانيا الداعم للعراق عامة وإقليم كردستان خاصة، قائلا: «نحن حريصون على أن يكون هناك تمثيل دبلوماسي عربي وغربي واسع في الإقليم الذي هو بوابة العراق الآمنة والمستقرة».

«الشرق الأوسط» تحدثت مع مصطفى الذي كشف عن أن «هناك اليوم أكثر من 20 قنصلية ومكتبا تجاريا خارجيا، بينها قنصليتان عربيتان لمصر والأردن، وسوف يتم افتتاح قنصليات عامة لكل من الكويت والإمارات وللسلطة الفلسطينية قريبا». ولخص مصطفى مهام دائرته قائلا: «إن حكومة الإقليم رأت أنه من الضرورة أن تكون هناك دائرة للعلاقات الخارجية لتنظم الأمور المتعلقة بالعلاقات الخارجية والدبلوماسية والتنسيق والتعاون مع القنصليات والممثليات الأجنبية الموجودة في أربيل وكذلك مع السفارات الأجنبية الموجودة في بغداد، وذلك عن طريق التعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية الاتحادية، والإشراف على عمل ممثليات حكومة الإقليم في الخارج، والتنسيق والتعاون مع منظمات الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية العاملة في الإقليم».

ويشير رئيس دائرة العلاقات الخارجية في إقليم كردستان إلى أنه «توجد الآن 20 ممثلية دبلوماسية في الإقليم، والعدد في ازدياد، قسم منها قنصليات عامة ومكاتب سفارة وقنصليات فخرية، وهناك بعض الدول بدأت بتسمية مرشحيها ليكونوا قناصل بالتنسيق مع وزارة الخارجية الاتحادية ومعنا، مثل رومانيا التي فتحت مكتبا تجاريا، وجورجيا التي ستفتتح قنصلية لها هنا ورشحت قنصلا فخريا، وبيلاروسيا أيضا سمت قنصلا فخريا، وكذلك لبنان، وبلغاريا وبولندا والمجر وكرواتيا والنرويج، وهناك قرار لأن تفتتح دولة الإمارات العربية المتحدة قنصلية لها، والسلطة الفلسطينية قررت أن تفتتح لها قنصلية في الإقليم، وحتى نهاية العام أعتقد أن هناك 5 قنصليات عربية سوف يتم افتتاحها في الإقليم»، موضحا: «نحن في الإقليم تبنينا سياسة النافذة المفتوحة والعمل على الوصول إلى الآخرين في الدول، عربية أو غربية، لتشجيعها على فتح قنصليات أو مكاتب تجارية لها في الإقليم؛ إذ تتاح لنا اليوم الفرصة للتعامل بشكل مباشر مع العالم الخارجي بعد أن عانينا العزلة التي فرضها علينا النظام السابق على مدى عقود طويلة».

ويشدد مصطفى على «احترامنا والتزامنا بالدستور العراقي، ونعمل على توسيع علاقاتنا الخارجية في إطار السياسة الخارجية العراقية، بما يضمن مصلحة الإقليم ومصلحة العراق ككل لغرض مد الجسور بيننا وبين العالم الخارجي وتشجيع الاستثمار والنشاطات التجارية والثقافية والتربوية وتنشيط العلاقات بين جامعاتنا والجامعات العربية والغربية وفتح الأبواب أمام القطاع الخاص في الإقليم للتعامل مباشرة مع العالم الخارجي من خلال قنصلياتها أو مكاتبها التجارية»، منبها إلى أن «أحد أهم عوامل نجاح عملنا يعود إلى التعاون والتنسيق المباشر مع وزارة الخارجية الاتحادية، كون هذا النجاح يصب في مصلحة العراق، ونحن نريد أن نري العالم الوجه الجديد والحضاري للعراق الذي يختلف عما كان عليه سابقا، فما يجمعنا اليوم هو إيماننا بالدستور الذي ينص على عراق ديمقراطي فيدرالي حر، وهذا ضمن لإقليم كردستان مكانة دستورية شرعية ضمن العراق والدول التي لها علاقات دبلوماسية معه ليكون لها بالتالي تمثيل دبلوماسي أو تجاري في الإقليم».

ويؤكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق سعي رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، وكذلك رئيس الوزراء، الدكتور برهم صالح، خلال لقاءاتها مع القيادات السياسية والوفود الرسمية العربية والغربية «وكذلك خلال لقاءات وفودنا الرسمية مع المسؤولين في الخارج، إلى حثهم لفتح القنصليات هنا؛ إذ يعمل الجميع بروح الفريق الواحد للانفتاح على العالم، فالسفارات ببغداد بعيدة عن الإقليم، ثم إن الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي وتوافر فرص العمل التجاري والاستثماري ووجود الجامعات وسهولة الوصول إلى الإقليم والسفر عبر مطاري أربيل الدولي والسليمانية الدولي، ذلك كله شجع الكثير من الدول لفتح قنصلياتها أو مكاتبها التجارية في أربيل»، مشيرا إلى أن «هناك قنصليات عامة تمنح تأشيرات دخول لمواطنينا إلى بلدانهم مثل التركية والألمانية وروسيا الاتحادية، بينما تنظم القنصلية العامة الفرنسية عملية الحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا، لكن الحصول عليها يتم عن طريق السفارة الفرنسية ببغداد، والحال كذلك بالنسبة للقنصلية العامة البريطانية».

ويوضح مصطفى بعض تفاصيل مهام عملهم بقوله: «إن دائرتنا تقوم بتنظيم برامج زيارات ولقاءات الوفود الرسمية العربية أو الغربية التي تزور بغداد ثم الإقليم، وهذا يتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الاتحادية، أما الوفود التي تأتي مباشرة إلى الإقليم، فنحن في دائرة العلاقات الخارجية ننظم هذه الزيارات واللقاءات مع المسؤولين هنا بالتنسيق مع رئاسة الإقليم ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان والوزارات المعنية بهذه الزيارات، نحن نريد تشجيع هذه الزيارات ونريدهم أن يشاهدوا ويعيشوا الوضع الجديد للإقليم»، مؤكدا: «إننا نشجع إقامة الندوات والمؤتمرات والمعارض التجارية وورش العمل المعنية بالإقليم أو في عموم العراق، وبدلا من أن نذهب إلى خارج العراق للمشاركة بمثل هذه الفعاليات نأتي بها إلى هنا ونفتح الباب أمام العراقيين عموما للمشاركة بها، كما أننا نشجع منظمات المجتمع المدني والوزارات في الحكومة الاتحادية لإقامة مؤتمراتها وندواتها واجتماعاتها في الإقليم».

وتحدث فلاح مصطفى عن عمل ممثليات الإقليم في دول العالم، فقال: «هناك 12 ممثلية لحكومة إقليم كردستان في دول مختلفة من العالم، ومن الممكن زيادة عددها عندما نرى ضرورة لفتح ممثلية في دولة ما، ونعمل مع الحكومة الاتحادية، حسب الدستور العراقي، لإيجاد آلية لوجود هذا التمثيل في الخارج ضمن التمثيل الدبلوماسي العراقي من دون أن يكون هذا التمثيل داخل السفارات العراقية، لكن ضمن هيكليتها، وهناك تعاون وتنسيق بين هذه الممثليات والسفارات، كونها مختصة بشؤون الإقليم في التعامل مع الدول الموجودة فيها».