طائرات «درون» الأميركية لدول في الشرق الأوسط

50 بلدا تعاقدت لشراء طائرات المراقبة من الصين

TT

بينما برز دور طائرات «درون» (من دون طيار) الأميركية خلال الحرب في العراق وأفغانستان وأيضا في ضرب مواقع داخل باكستان، قالت مصادر أميركية إن الصين تعمل على إنتاج طائرات مماثلة وعلى بيعها لدول أخرى، خاصة في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة تتابع ذلك وتريد عرقلته.

وأمس، قالت كمبرلي كازيتز، المتحدثة باسم شركة «جنرال أتوميكز» التي تنتج الطائرات الأميركية في سان دييغو (ولاية كاليفورنيا)، إن الشركة تتابع المنافسة من الصين، وإنها تجري اتصالات لبيع الطائرات إلى دول في الشرق الأوسط، منها السعودية، والإمارات، ومصر.

وأشارت المصادر الأميركية إلى معرض جوي في الصين مؤخرا عرضت فيه أنواع متطورة من الطائرات. ومعها صور فيديو ترمز للطائرات وهي تطير فوق رموز تشبه حاملات طائرات أميركية، قرب جزيرة تشبه جزيرة تايوان. وكان في المعرض أكثر من عشرة نماذج مختلفة، منها ما يشبه الأميركي «غلوبال هوك» (الصقر العالمي) الذي يركز على المراقبة. ومنها ما يشبه الأميركي «بريديتور» (المفترس) الذي يجمع بين المراقبة وإطلاق الصواريخ. وقالت المصادر الأميركية إن أكثر من 50 بلدا اشترت، أو تعاقدت لشراء، طائرات المراقبة من الصين. غير أن الولايات المتحدة تحظر بيع الطائرات ما عدا إلى حلفائها، وعلى رأسهم إسرائيل التي تملك أنواعا متطورة.

وقال كينيث أندرسو، أستاذ القانون في الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة، والمتخصص في الجوانب القانونية لاستخدام الطائرات: «هذا هو الاتجاه الذي تسير نحوه التكنولوجيا الجوية العسكرية وغير العسكرية. في النهاية، سوف يحصل الجميع على هذه التكنولوجيا لأنها ستكون النوع المتطور من الطائرة التي يقودها طيار». وأضاف أن هذه الطائرات «عالية الفعالية وأسلحة رخيصة نسبيا». ويمكن أن تكلف الواحدة عشرات الآلاف من الدولارات. وتكلف طائرة «بريديتور» (المفترس) التي تستعملها القوات الأميركية حاليا عشرة ملايين دولار تقريبا. بينما تكلف طائرة مقاتلة من نوع «إف 22» نحو 150 مليون دولار.

وقال تقرير نشرته شركة «تيل» الاستراتيجية في فيرفاكس (ولاية فرجينيا) بالقرب من واشنطن العاصمة، إن الإنفاق على الطائرات من دون طيار صار القطاع الأكثر ديناميكية في الصناعات الفضائية في العالم. وقدرت الدراسة أنه في العقد القادم سيرتفع الإنفاق على هذه الطائرات إلى مائة مليار دولار تقريبا.

وقالت المصادر الأميركية إنه لا يوجد بلد تتطور فيه هذه التكنولوجيا الجديدة مثل الصين. والتي كانت عرضت أول نموذج في معرض جوي قبل خمس سنوات. ولكن الآن في كل مصنع رئيسي للجيش الصيني يوجد مركز أبحاث مكرس لهذه الطائرات. ونقلت المصادر قول تشانغ قياوليانج، خبير صيني في هذا المجال: «الولايات المتحدة لا تصدر كثيرا من الطائرات من دون طيار الهجومية. لهذا، نريد نحن الاستفادة من هذا النقص في السوق، والسبب الرئيسي هو الطلب الكثير المذهل في سوق الطائرات المسيرة من دون طيار بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة».

وقالت المصادر الأميركية إن إسرائيل فيها ثاني أكبر مصنع بعد الولايات المتحدة. وإنها أجرت تجارب متنوعة، لكنها لا تنشر تفاصيل كثيرة، كما أن الهند أعلنت هذا العام أنها تطور طائرات مماثلة قادرة على إطلاق صواريخ، وعلى الطيران إلى ارتفاع 30 ألف قدم، وقد كشفت روسيا نماذج الطائرات من دون طيار عسكرية، لكن ليس مؤكدا إذا كانت صنعتها.