محاكمة الإرهابيين في السعودية: رمزي بن الشيبة وخالد الشيخ خططا لاستهداف «أرامكو»

أحد المتهمين في تفجيرات 12 مايو على علاقة بقائد هجمات 11 سبتمبر.. وآخر تلقى تدريبات في إيران

TT

فجر الادعاء العام في السعودية، مفاجأة من العيار الثقيل، خلال جلسة محاكمة الدفعة الخامسة من المتورطين في تفجيرات 12 مايو (أيار) الإرهابية، التي استهدفت مجمعات سكنية في العاصمة الرياض، بعد أن كشف تورط كل من خالد الشيخ محمد ورمزي بن الشيبة اللذين يقفان خلف أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، بمخطط كان تنظيم القاعدة ينوي تنفيذه ضد شركة «أرامكو» البترولية في السعودية.

وتشير المعلومات، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، إلى أن تورط خالد الشيخ وبن الشيبة في محاولة استهداف شركة «أرامكو»، عائد إلى أن تنظيم القاعدة العامل على الأراضي السعودية، كان يتلقى توجيهات مباشرة من قادة التنظيم في أفغانستان في البدايات، قبل أن يتم القضاء على كافة قيادات التنظيم في الداخل.

ومثل أمس أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، 18 شخصا، تتهمهم السلطات السعودية بالتورط في تفجيرات 12 مايو الإرهابية، التي استهدفت مجمعات سكنية في العاصمة الرياض في عام 2003.

وكان من بين هؤلاء، متهم تلقى توجيهات مباشرة من خالد الشيخ محمد ورمزي بن الشيبة، لاستهداف شركة «أرامكو» السعودية، وذلك خلال سفره إلى أفغانستان، والتدرب على الأسلحة هناك، ومبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

وكشفت لائحة الدعوى ضد أحد المتهمين في تفجيرات 12 مايو، علاقته بالمصري محمد عطا، قائد هجمات 11 سبتمبر، بالإضافة إلى استقباله لراكان الصيخان أحد العناصر الفاعلة في تنظيم القاعدة في السعودية.

واتهم الادعاء العام، أحد المتهمين الـ18، بالسفر إلى إيران، والتحاقه هناك ببرنامج تدريبي، والتقائه ببعض المشبوهين هناك.

وعرض أمس على المحكمة الجزائية المتخصصة واحد من أهم المتهمين، الذين أسهموا في التأسيس لتنظيم القاعدة في السعودية، عبر إدخال كل من عبد العزيز المقرن وخالد الحاج على سيارته الخاصة إلى السعودية، وتزويده لعبد الرحيم الناشري أول قائد مفترض لتنظيم السعودية بجواز سفر مزور، والمقيم في الإمارات، لتسهيل دخوله إلى السعودية.

ومن التهم التي وجهها الادعاء العام لهذا المتهم، توفيره 900 كيلوغرام من مادة «آر دي إكس» المتفجرة، بالإضافة إلى 100 صاعق، والاشتراك في تهريب صاروخين سام 7 إلى السعودية، كما أنه متهم بحراسة الاستراحة التي كان تؤوي منفذي تفجيرات 12 مايو، قبل يومين من الأحداث.

وطالب الادعاء العام، بإيقاع عقوبة القتل حدا أو تعزيرا بهذا المتهم، وصلبه.

وشهدت الجلسة التي تلا فيها الادعاء العام التهم على أعضاء الدفعة الخامسة من المتورطين في هجمات 12 مايو، طلبات لبعض المتهمين، بمغادرة الإعلام الجلسة، وهو الأمر الذي استجاب له قاضي المحكمة بناء على نظام الإجراءات الجزائية.

وتم توجيه الاتهام لبعض المتهمين، الذين طلبوا مغادرة وسائل الإعلام قاعة المحكمة قبل عرض التهم الموجهة لهم، بالمشاركة في جريمة الاعتداء الإرهابي على ثلاثة مجمعات سكنية بالرياض، والشروع في تنفيذ جرائم إرهابية تم إحباطها بالقبض عليهم، وإطلاق النار على رجال الأمن، وجمع التبرعات لتمويل العمليات الإرهابية، وحيازة الأسلحة، والتجنيد، والتستر على مطلوبين أمنيا وتهريبهم.

وتم توجيه الاتهام لآخر بالشروع بقتل معاهدين غيلة بواسطة السم وأسلحة قناصة، واتهام ثالث بشرب المسكر وتعاطي المخدرات.

ووجه الادعاء العام تهمة «الخيانة العظمى»، للمتهم رقم 20، والتواطؤ مع أعضاء التنظيم في التجهيز لتفجير قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط وأحد المجمعات السكنية التابعة لها وكذلك الشروع في الهجوم على قاعدة عتود العسكرية بخميس مشيط، والتستر على أحد أعضاء «القاعدة» المعنيين بتأمين الأسلحة للخلية الإرهابية، وتمويل الإرهاب، والاتجار في الأسلحة والذخائر من خلال الوساطة في شرائها وحيازتها والتستر على من يقومون بهذه الجريمة والمساعدة في إخفائها.

كما تم توجيه تهمة تسريب معلومات عن موقوفين في قضايا أمنية وتحريضهم على إنكار اعترافاتهم بما يخدم التنظيم، للمتهم رقم 22، والتستر على عدد من قادة التنظيم باستئجار منزل لهم وإيوائهم فيه للتخطيط للأعمال الإجرامية، وتمويل الإرهاب.

أما المتهم رقم 32، فاتهمه الادعاء العام، بالانخراط في تنظيم القاعدة الإرهابي وانضمامه لخلية إرهابية قتالية في البلاد تابعة لتنظيم القاعدة هدفها قتل الأبرياء واستهدافهم بالقتل والخطف، وانتهاجه المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، والافتئات على ولي الأمر والخروج عن طاعته، وانضمامه لجماعة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة والتي يتزعمها أحد الأشخاص خارج البلاد، وتستره على أعضاء الخلية ونقله لهم، وحيازة أسلحة وذخائر وإيصالها لأحد قياديي الخلية.

ووجه الادعاء العام للمتهم رقم 44، تهما باشتراكه في الشروع في تفجير قاعدة الأمير سلطان بالخرج، والتستر على أعضاء تنظيم القاعدة، ومقاومة رجال الأمن وإطلاق النار عليهم، وحيازة أسلحة وذخائر ومتفجرات، كما كان الحال كذلك مع المتهم رقم 45، حيث تم اتهامه بالاشتراك بطريق التواطؤ والتستر في تفجير ثلاثة مجمعات سكنية بمدينة الرياض، واشتراكه في الشروع في تفجير قاعدة الأمير سلطان بالخرج، واشتراكه مع بعض أفراد الخلية بسلب سيارات تحت تهديد السلاح والهرب من رجال الأمن، والاشتراك في الشروع لاغتيال أحد ضباط الأمن.