الاستخبارات الباكستانية تتورط في قتل صحافي

مسؤولون كبار أمروا بالاعتداء عليه في محاولة لإخماد انتقاداته

الاستخبارات الباكستانية تورطت في قتل صحافي
TT

يعتقد مسؤولون بإدارة أوباما أن وكالة الاستخبارات الباكستانية أصدرت أوامرها بقتل صحافي باكستاني كان قد كتب تقارير موجعة عن اختراق عناصر مسلحة صفوف الجيش في الدولة، بحسب مسؤولين أميركيين.

وكشفت معلومات مصنفة حديثا، تم الحصول عليها قبل اختفاء الصحافي سليم شاه زاد (40 عاما) في 29 مايو (أيار)، من العاصمة إسلام آباد، وبعد العثور على جثته، عن أن مسؤولين رفيعي المستوى في وكالة الاستخبارات الباكستانية أمروا بالاعتداء عليه في محاولة لإخماد انتقاداته، وفقا لما صرح به مسؤولا إدارة رفيعا المستوى.

وكشفت الاستخبارات، التي يشير كثير من مسؤولي الإدارة الأميركية إلى أنها مؤكدة وشاملة، عن أن الإجراءات التي انتهجتها وكالة الاستخبارات الباكستانية، أو «آي إس آي» مثلما تُعرف، كانت «همجية وغير مقبولة»، على حد ذكر أحد المسؤولين. ولم يدلوا بمزيد من التفاصيل عن الاستخبارات.

غير أن الكشف عن المعلومات، في حد ذاته، يمكن أن يزيد من تدهور العلاقة، المتوترة بالأساس، بين الولايات المتحدة وباكستان، التي ساءت بدرجة كبيرة جراء غارة القوات الأميركية منذ شهرين ماضيين، التي استهدفت قتل أسامة بن لادن في مخبأ في باكستان، ووضعت الحكومة والجيش والاستخبارات الباكستانية في موقف محرج للغاية. وسيحدد مسؤولو إدارة أوباما، خلال الأيام المقبلة، كيفية تقديم المعلومات المتعلقة بشاه زاد إلى الحكومة الباكستانية، مثلما أشار مسؤول بالإدارة.

وتم الكشف عن المعلومات ردا على تساؤلات حول حقيقة وجودها بالأساس، وأكدها مسؤولان على مضض. وقال أحدهما: «ثمة قدر كبير من القلق الحاد بشأن حادث قتل الصحافي، وليس هناك أحد منشغل جدا بالدرجة التي تمنعه من التحقيق في الأمر».

وذكر مسؤول ثالث بالإدارة الأميركية أنه لم تكن هناك استخبارات ومؤشرات أخرى كافية عقب وفاة شاه زاد يستطيع الأميركيون من خلالها التأكد من حقيقة أن الاستخبارات الباكستانية قد أمرت بقتله.

«الإشارات كلها تفيد بأنها كانت عملية قتل مقصودة تستهدف شخصا بعينه، وكان هدفها على الأرجح ممثلا في إرسال موجات صادمة عبر مجتمع الصحافيين والمجتمع المدني في باكستان».. هذا ما ذكره المسؤول الذي تحدث كآخرين، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للمعلومات.

وقال متحدث باسم وكالة الاستخبارات الباكستانية في إسلام آباد عشية يوم الاثنين: «لن أعلق على الحادث». ورفض جورج ليتل، المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، التعليق.

وفي بيان بعد يوم من استعادة جثة شاه زاد من قناة تبعد 60 ميلا عن إسلام آباد، أنكرت وكالة الاستخبارات الباكستانية، علانية، الاتهامات الموجهة لها في وسائل الإعلام الإخبارية الباكستانية، التي مفادها أنها مسؤولة عما حدث، قائلة إنها اتهامات «لا أساس لها من الصحة».

وصرحت وكالة الاستخبارات الباكستانية بأن مقتل الصحافي كان حدثا «مشؤوما ومأساويا»، ويجب ألا «يُستخدم من أجل استهداف الجهاز الأمني في الدولة وتوجيه الانتقادات له».

لقد أثار مقتل شاه زاد، المشارك في تحرير موقع «آسيا تايمز أون لاين»، موجة عارمة من الغضب في وسائل الإعلام الإخبارية الحرة في باكستان.

تجدر الإشارة إلى أن شاه زاد كان الصحافي الـ37 الذي يتم اغتياله في باكستان منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، بحسب لجنة حماية الصحافيين.

وبسبب الضغط من جانب وسائل الإعلام، شكلت الحكومة المدنية الباكستانية لجنة يترأسها قاضٍ من المحكمة العليا للتحقيق في مقتل شاه زاد. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن النتائج في مطلع الشهر المقبل.

لقد تعرض شاه زاد لـ17 إصابة خطيرة بسبب طعنة بآلة حادة، فضلا عن تمزق في الكبد وكسرين في الضلوع، وفقا لأقوال محمد فاروق كمال، أحد الأطباء الثلاثة الذين أشرفوا على تشريح الجثة.