حزب تاكسين يجري مشاورات لتشكيل الحكومة في تايلاند

ينغلاك ستختار وزراءها بناء على «الكفاءة».. وبان يأمل في «مصالحة حقيقية» بين التايلانديين

TT

كثف حزب «بوا تاي» الموالي لرئيس الوزراء السابق في المنفى تاكسين شيناوترا من مشاوراته أمس لتشكيل حكومته المقبلة التي باتت تواجه تحديات كبيرة في أعقاب انتخابات وصفت بأنها تاريخية حققت فيها المعارضة انتصارا مدويا الأحد الماضي. وستصبح ينغلاك شيناواترا، 44 عاما، التي تغلبت على الفريق المنتهية ولايته بزعامة أبهيسيت فيجاجيفا، أول امرأة ترأس حكومة في المملكة.

وبالإضافة إلى تحالف يؤمن لها أكثرية مريحة (299 مقعدا من أصل 500)، ستحصل في الكواليس على دعم (توجيهات) من شقيقها تاكسين شناواترا، رئيس الوزراء السابق الذي أطاحه العسكريون في 2006. ويعتبر تاكسين الرئيس الفعلي للحزب رغم وجوده في المنفى بدبي. وقد نشط حزب «بوا تاي» أمس لتشكيل تحالف من شأنه إرضاء كل الاتجاهات في فريقه، من دون مضايقة نخب بانكوك المتحلقة حول الحكم، من جيش وقضاة وكبار الموظفين، والتي كانت تؤيد ديمقراطيي أبهيسيت. وقال المتحدث باسم «بوا تاي»، بورمبونغ نوباريت: «سنجري تحليلا لنتائج الانتخابات، ونستعد لتنفيذ الوعود التي قطعت للشعب».

من جهتها، قالت ينغلاك، سيدة الأعمال الجميلة، بلهجة تتسم بالحذر «لم نقرر شيئا بعد حول أي شخص». وأضافت «سنجري مشاورات مع أحزاب التحالف»، موضحة أنها ستختار الوزراء بناء على «كفاءاتهم». ولن تتسلم ينغلاك مهامها على الفور. فاللجنة الانتخابية ستتحقق أولا من النتائج ثم تدعو خلال الأيام الثلاثين التي تلي الانتخابات، الجمعية إلى الانعقاد ومنح الحكومة الجديدة الثقة. وقال كاناوات واسينسونغورن أحد كوادر الحزب، إنه «من المقرر أن تتشكل الحكومة في غضون خمسة عشر يوما».

والتوقعات كبيرة في البلاد بعد الفوز الصريح الخالي من الشوائب للمعارضة الموالية لتاكسين، والذي كان بمثابة استفتاء من الجماهير الريفية والشعبية في شمال وشمال شرقي البلاد، أما وسط بانكوك والجنوب، فبقيا ديمقراطيين، مما يشير إلى شرخ مجتمعي واضح. ويتابع المراقبون عن كثب المشاورات الجارية لاختيار وزراء المناصب الحساسة كالدفاع والداخلية والعدل. واعتبر أفود بانانندا من صحيفة «ذي نايشن» الصادرة باللغة الإنجليزية «إذا تمكنت ينغلاك من الالتفاف على منطق المحاصصة لتعيين أشخاص أكفاء في المناصب الأساسية، فستتمكن عندئذ من النجاح في بسط الاستقرار السياسي». وأضاف: «إذا ما أحاطت نفسها بأشخاص سيئين، فيمكن أن تخسر منصبها في غضون بضعة أشهر».

من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ارتياحه «للوعود» التي أطلقها المهزومون بـ «احترام إرادة الشعب»، معربا عن أمله في أن تكون «الانتخابات مرحلة مهمة نحو مصالحة حقيقية». وتبقى المخاوف على المدى البعيد قائمة.