المجلس الانتقالي الليبي لـ«الشرق الأوسط»: اعتراف تركيا بالثورة صفعة للقذافي

نفى مزاعم نظام طرابلس حول وجود خلافات قبلية بين شرق البلاد وغربها

TT

اعتبر قيادي بالمجلس الانتقالي الليبي اعتراف تركيا بالمجلس الذي يتخذ من بنغازي مقرا له، صفعة لنظام العقيد معمر القذافي الذي يقاتل ثوار ليبيا منذ 17 فبراير (شباط) الماضي، لإسقاط حكمه المستمر منذ نحو 40 عاما. وقال خير الله محمود القيادي بالمجلس الانتقالي لـ«الشرق الأوسط»، إن اعتراف تركيا بالثورة الليبية، وسحب سفيرها، يعد «صفعة لنظام القذافي»، وإعلانها للدعم المعنوي والمادي سيقوي من عزيمة الثوار، وسيحدث اضطرابا بين صفوف القذافي.

وكان أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، قد أعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم ببنغازي، مساء أول من أمس، عن تمسك بلاده بخطتها لحل الأزمة في ليبيا، وهي الوقف الفوري لإطلاق النار، وتخلي القذافي عن السلطة، وقامت تركيا على أثر ذلك بسحب سفيرها في طرابلس، والإعلان الرسمي عن قطع العلاقات مع نظام القذافي.

وأضاف خير الله محمود خلال اتصال هاتفي من داخل ليبيا، إن أوغلو عقب وصوله مطار بنغازي، قال لي: «تحسرت على ما شاهدته في ليبيا وعدم اعترافنا بالمجلس الانتقالي منذ البداية»، في إشارة منه إلى الدمار الذي حل بليبيا على يد القذافي، موضحا أن أوغلو، لم يكن يتصور حجم معاناة الشعب الليبي الذي يذوق المر على يد القذافي.

وقال محمود إن المجلس الانتقالي يقيم هذه الأيام «مصرف المركز الانتقالي» بمدينة بنغازي، الذي سيتولى كيفية صرف الإمدادات المالية للشعب الليبي والثورة، خاصة بعد إرسال بعض الدول المعونات للثوار.

يأتي هذا في وقت صرح فيه سيف الإسلام، نجل العقيد معمر، خلال حديث نشرته صحيفة «لومند» الفرنسية أمس، أنه لا يمكن التوصل إلى حل للنزاع القائم في ليبيا الآن من دون القذافي، مشيرا إلي أن الثوار سيخسرون الحرب سواء بدعم حلف الأطلنطي أو من دونه.

وعلق خير الله محمود على هذه التصريحات بقوله إن موقف القذافي أصبح ضعيفا، ووجوده أو عدمه لن يؤثر على تقدم الثوار، وعندما يتنحى عن السلطة، ستتم محاكمته في محاكم ثورية في حاله إلقاء القبض عليه، وإذا ألقت قوات التحالف القبض عليه فمن المؤكد أنها ستسلمه للمحكمة الدولية. ونفى خير الله محمود ما تداولته وسائل الإعلام حول إعلان مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي، أول من أمس لـ«رويترز»، عن إمكانية بقاء القذافي داخل ليبيا بعد تنحيه عن السلطة، قائلا إن ما أعلنه رئيس المجلس الانتقالي كان يعني به اقتراحا قديما، يعود لما قبل إعلان المحكمة الجنائية الدولية عن مطالبة مثول القذافي للتحقيق في جرائمه تجاه الشعب الليبي.

وأوضح خير الله أن ما يعوق تقدم الثوار في منطقة البريقة النفطية (شرق البلاد)، هو احتماء كتائب القذافي بخزانات ومحطات للوقود، و«لكن تم مهاجمتهم عن طريق قوات الاستطلاع من الثوار، وتم إلقاء القبض على عشرات منهم، وأسفرت المواجهات عن مقتل 18 وجرح 50 بين صفوف القذافي، واستشهاد 3 وجرح العشرات في صفوف الثوار».

وتابع، قامت قوات التحالف بشن هجوم على منطقة البريقة، أمس، وقامت بتدمير الكثير من الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها القذافي، مما دفع الثوار إلى التقدم وإحداث خسائر واستيلاء على أسلحة ثقيلة كانت في يد كتائب القذافي.

ولفت إلى أن ما تتناوله وسائل إعلام القذافي عن وجود خلاف بين القبائل الليبية في الشرق والغرب محض كذب، وأن القول إن ساكني غرب البلاد جميعهم مؤيدون للقذافي لا صحة له.