نازحون سوريون يطالبون الأمم المتحدة بحمايتهم من الأمن اللبناني

اشتباك في القصير السورية بين مظاهرة مؤيدة وأخرى مناهضة

TT

أكد ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، أن النازحين السوريين في لبنان يطلبون من الأمم المتحدة تأمين الحماية لهم، لأنهم قلقون على حياتهم ومصيرهم. وردا على سؤال عن مصدر القلق الذي ينتابهم، قال الناشط «هم يخافون من الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية المتعاونة إلى أقصى الحدود مع أجهزة الأمن السورية في تعقب واعتقال أشخاص من بين النازحين، يعتبرهم الأمن السوري من المحرضين على النظام». وأضاف أن «هناك العشرات من الأشخاص السوريين الذين يرصدهم الأمن اللبناني، لكن لا أحد يحميهم سوى التفاف أقاربهم اللبنانيين حولهم والمهتمين بمجال حقوق الإنسان».

وقال خضر الحسين، وهو سوري ورب عائلة هاربة من بلدة هيت في محافظة حمص، ويقيم مع أسرته مؤقتا عن أقاربه اللبنانيين في بلدة النصوب، إن «الناس تعيش حالة مأساوية». وأضاف: «نحن حتى الآن لم نستطع حصاد موسمنا الزراعي بسبب الوضع الأمني الذي تحول إلى كابوس يومي». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن بلدته هيت «باتت شبه خالية من سكانها ما عدا بعض الرجال المتقدمين بالسن الذين يرفضون المغادرة، ويفضلون البقاء لحراسة أرزاقهم من النهب أو التلف». وأشار إلى أنه «كل يوم تصلنا أخبار مرعبة عما يتعرض له الناس في بعض المناطق السورية القريبة منا من تعذيب وخطف للشبان وحتى النساء من منازلهم من قبل المخابرات (السورية) وعناصر الشبيحة، وعمليات انتقامية ضد البلدات التي يخرج أبناؤها للتظاهر ضد النظام». وأضاف أن «الروايات التي تصل إلى البعض من أقارب لهم في مدينة حماه مرعبة».

من جهته، قال مصدر لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن النازحين السوريين في لبنان «باتوا قلقين على وضعهم، لأن السلطات اللبنانية ومعها مؤسسات الأمم المتحدة، لم تؤمن لهم حتى الآن ملجأ أو مخيما قانونيا يؤويهم، رغم مرور نحو الثلاثة أشهر على وجود معظمهم، وفي ظل تفاقم مشكلاتهم الاجتماعية والإنسانية والصحية وحتى الأمنية». وأشار إلى أن «الهيئات التابعة للأمم المتحدة تمتنع حتى الآن عن تسليمهم الخيام بحجة عدم وجود قرار من مجلس الوزراء اللبناني يجيز لها تقديم مثل هذه المعونات».

وأضاف المصدر «باتت المساعدات التي تقدم إلى الضيوف السوريين تقتصر على المبادرات الفردية لبعض المتمولين اللبنانيين، وبعض الجمعيات التي تساعد بحسب استطاعتها وهي الجمعية الطبية الإسلامية، الرحمة العالمية الكويتية، الإرشاد والإصلاح، البشائر، الأيادي البيضاء، صندوق الزكاة في طرابلس». وأكد أن «المشكلات الصحية تتزايد في صفوف النازحين»، خصوصا أن «اتحاد الأطباء العرب» كان تعاقد مع مستشفى «الشفاء» في طرابلس وقدم تغطية طبية قدرها ألف دولار أميركي لكل حالة مرضية، خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك «الهيئة العليا للإغاثة» إلا أن التمويل جف لدى الطرفين ولم يعد هناك من مورد آخر لمعالجة هؤلاء المرضى.

إلى ذلك، كشفت مصادر ميدانية عن أن مدينة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية شهدت أمس اضطرابا أمنيا، نتج عن التحام مسيرتين الأولى مؤيدة للنظام السوري كانت متجهة من بعض البلدات ذات الغالبية العلوية إلى داخل المدينة، والثانية مناهضة للنظام ومطالبة بإسقاطه كانت تجوب شوارعها، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، استدعى تدخل أجهزة الأمن السورية التي نفذت اعتقالات في صفوف المحتجين المعارضين. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الحادثة أثارت خوف وحذر عشرات العائلات التي آثرت ترك منازلها واللجوء إلى البساتين تحسبا من مداهمة الأمن السوري لمنازلهم والقبض على أبنائهم، بانتظار توفر مسلك أمن يوصلهم إلى الأراضي اللبنانية».