مشادة كلامية بين نائبين في البرلمان اللبناني كادت تتحول إلى عراك بالأيدي

نائب في حزب الله يلقي كلمة مليئة بدروس الأخلاق.. وآخر يعلق: كأننا نسمع خطبة الجمعة

رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان مستقبلا أمس مستشارة الرئيس الايراني في قضايا المرأة والعائلة ماري مجتهد زاده في القصر الجمهوري في بعبدا (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أوشكت مشادة كلامية بين نائب لبناني مناهض للنظام السوري وآخر مؤيد له، أن تتحول لعراك بالأيدي داخل القاعة العامة لمجلس النواب، لولا تدخل رئيس المجلس نبيه بري وعدد من النواب لفضّ الإشكال. وبدأ الخلاف خلال إلقاء النائب خالد الضاهر من كتلة المستقبل البرلمانية، بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، مداخلة أعلن فيها حجب الثقة عن الحكومة، وذلك في اليوم الثاني من جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.

وقال الضاهر في كلمته: «من منطلق إيماننا بأن حرية الشعوب وكرامتها حق إنساني مقدس فإننا نتوجه بالتحية والتقدير إلى الشعوب العربية المنتفضة وخصوصا الشعب السوري الشقيق الذي يناضل من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية». وأضاف: «نحن ندعو إلى احترام خيارات الشعب السوري ونطالب بوقف زمرة الطبالين اللبنانيين عن المساهمة في قمع وأذية هذا الشعب الأبي».

فتدخل عندها النائب عاصم قانصو من حزب البعث العربي الاشتراكي، وقال إن «الضاهر يتحدى سوريا». لكن رئيس البرلمان نبيه بري تدخل وطلب من النائبين تهدئة الوضع ومن قانصو انتظار دوره. ولدى انتهاء الضاهر من كلمته وعودته إلى مكانه، أبلغه أحد النواب أنّ قانصو وصفه «بالكلب» وأنه قال «مين هالكلب اللي عم يحكي»، فتوجه عندها الضاهر لقانصو بالقول «أنت الكلب». وهنا دار هرج ومرج في المجلس وانتفض قانصو ودارت مشادة بينهما كادت تتحول عراكا بالأيدي، تدخل على أثرها رئيس المجلس النيابي وعدد من النواب لوقفها. وقال بري بعد فضّ الإشكال: «بسيطة يا جماعة إنهم إخوان وتعاتبوا على طريقتهم».

ولم تخل جلسات مناقشة البيان الوزاري التي تتوالى منذ أول من أمس وتنقسم بين جلسات صباحية وأخرى مسائية من سجالات أخرى ومواقف طريفة. وبقيت كلمة النائب عن حزب الله علي عمّار محور الأحاديث، فهو سعى لتكون بمثابة درس بالأخلاق والدين، مما دفع أحد النواب للتعليق: «وكأننا نتابع خطبة يوم الجمعة».

وعند بدء النائب نبيل نقولا، عضو تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون، كلمته خلال الجولة الثالثة من جلسات مناقشة البيان الوزاري، اختار أن يخالف القاعدة فيعلن منحه الثقة للحكومة منذ البداية، فبادره رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممازحا: «مش ضروري تكفّي».

وطبعت معظم كلمات النواب أخطاء لغوية بادر الحاضرون لتصحيحها بصوت عال، وقد علت ضحكات نواب فريق 8 آذار على أخطاء نواب 14 آذار كما حصل العكس. وعمد عدد من النواب إلى مغادرة القاعة العامة عن قصد عند اعتلاء نائب تكتل التغيير والإصلاح زياد أسود المنصة لتوجيه رسالة بأنّهم غير مهتمين بما سيقوله.

ومن أبرز الأخطاء اللغوية التي طبعت الجلسات، استهلال عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش كلمته خلال الجلسة الأولى لمناقشة البيان الوزاري قائلا «أخيرا وُلِدت.. ويا ليتها لم تلِد»، في إشارة إلى الحكومة، قبل أن يصحح قائلا «يا ليتها لم تولَد».