رأس الزور بعد تغيير اسمها إلى «رأس الخير» سكنها العبيديون قبل 6 آلاف سنة

TT

تعود تسمية «رأس الزور» بحسب المؤرخ السعودي، عبد الخالق الجنبي، إلى الشكل الظاهر لالتقاء البر والبحر، والزور في اللغة العربية يعني الانحناء، حيث يعطي شكل اليابسة عند التقائها مع مياه الخليج شكل منحنى.

يقول الجنبي إن منطقة رأس الزور (رأس الخير) تعتبر من المناطق الآثارية القديمة، التي تعود المكتشفات الأثرية فيها من الفخاريات إلى الألف الرابع قبل الميلاد، والتي تعود إلى (ثقافة العبيد)، وهي ثقافة عظيمة انتشرت في المنطقة الشرقية، وبلغ أثرها حتى حضارات ما بين النهرين، ويشير الجنبي إلى أن التسمية الصحيحة لهذه الحضارة هي ثقافة العبيد، والتي كان لها تأثير على كثير من الحضارات البشرية، بحسب الجنبي، وتابع قائلا: «تعود ثقافة العبيد إلى حضارة أور، إلا أن ترجيح تسمية ثقافة يعود إلى أن أغلب المكتشفات لهذه الحقبة كان من الفخاريات».

وأكد الجنبي أن منطقة (رأس الخير) وجد بها كثير من الفخاريات التي تعود إلى حقبة العبيديين، مما يدل على أهمية المنطقة من الناحية الاستراتيجية في تاريخ الحضارات البشرية، حيث كانت بموقعها على مياه الخليج العربي إحدى محطات التجارة التي تربط مدن ما بين النهرين، في الشمال، بمنطقة هجر في الجزيرة العربية، وكذلك على خطوط الملاحة الدولية إلى مناطق جنوب الجزيرة العربية وشرق أفريقيا والهند.

تقع إلى الجنوب مباشرة من منطقة (رأس الخير) جزيرتا (جنة والمسلمية)، وهما من جزر العماير العائدة إلى قبائل بني عقيل، والجزيرتان ما زالتا عامرتين بالسكان، بحسب المؤرخ الجنبي، إضافة إلى رأس البخراء الشهير، الواقع بين الجزيرتين، والذي ورد ذكره في «معجم البلدان» لياقوت الحموي، وتعد منطقة رأس الزور (رأس الخير) والجزيرتان ورأس البخراء من المناطق الآثارية القديمة، التي عرفت الاستيطان البشري منذ فجر التاريخ.

يقع إلى الشمال من منطقة رأس الخير، بحسب الاسم الجديد، رأس منيفة، وهي منطقة مشهورة بجمالها، خصوصا في فصل الربيع، بعد أن تشهد المنطقة موسم أمطار وافرة، يتحول بر منيفة إلى بساط أخضر، فيما يلتقي البحر والبر على شكل منحدر (في صورة مشابهة لاتقاء البحر مع الجبل)، ويتحول إلى منطقة نزهات تجتذب الكثير من أبناء المنطقة الشرقية، والزوار من دول مجلس التعاون الخليجي، وتنتشر المخيمات بشكل كبير مع نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، في حين يقع إلى الجنوب من رأس الخير: رأس أبو علي، وبالطبع يحد المنطقة من الشرق الخليج العربي، في حين يحد منطقة رأس الخير من الغرب بر أبو حدرية.

أشهر القبائل القديمة التي سكنت منطقة رأس الخير: بنو عبد القيس، وبنو تميم، كما سيطرت على المنطقة في حقبة تاريخية لاحقة قبائل بني عقيل العامريين، الذين يتحدرون من قبيلة العماير الشهيرة، التي امتلكت معظم المنطقة الشرقية من السعودية، وامتد نفوذها وسيطرتها إلى البحرين، وسيطرة القبيلة بشكل كامل على البساتين التي تشتهر بها المنطقة في محافظتي القطيف والأحساء، كما برع أبناء المنطقة في مهنة الغوص لجمع اللؤلؤ.