مصادر معارضة ليبية: سنزحف إلى طرابلس عندما نكون مستعدين على الجبهات كافة

الثوار الليبيون يحررون غواليش بعد معركة استمرت 6 ساعات

TT

بعد ثلاثة أيام من إعلانهم العزم على شن هجوم واسع على كتائب القذافي، نفذ مقاتلو المعارضة الليبية هجوما حاشدا، في الجبال الواقعة على بعد 50 كلم جنوبي طرابلس أمس، وتمكنوا من السيطرة على قرية غواليش التي كانت قوات العقيد الليبي معمر القذافي، تحكم قبضتها عليها، دافعين بذلك خط الجبهة صوب العاصمة الليبية طرابلس.

ومع انبلاج فجر أمس، انطلق مقاتلو المعارضة إلى الجبهة في عشرات الشاحنات من طراز «تويوتا»، مزودين بأسلحة مضادة للطائرات، أو قاذفات صواريخ يدوية الصنع ومثبتة على شاحنات، بالإضافة إلى عدد من الدبابات المحمولة.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتلين أطلقوا الصواريخ وقذائف المورتر وهم يكبرون. وردت قوات القذافي بزخات متقطعة من نيران صواريخ «غراد» أرض - أرض. وأفاد العديد من الأسرى الذين وقعوا في أيدي الثوار، أنهم أتوا من غانا ومالي. وقام الثوار بتفتيش المنازل داخل هذه القرية، فيما سمع إطلاق أعيرة نارية من دون التمكن من تحديد إذا ما كانت ناتجة من معارك منفصلة.

وقد تمت السيطرة على غواليش بعد تبادل كثيف للقصف المدفعي بين الثوار وكتائب القذافي استمر لست ساعات متواصلة، فيما كانت مقاتلات للحلف الأطلسي تحلق فوق المنطقة من دون أن تقوم بالقصف.

وعلى الرغم من عدم سيطرة مقاتلي المعارضة الليبية على مناطق كبيرة من الأرض في أنحاء أخرى من ليبيا، بعد مرور خمسة أشهر على بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام القذافي، فإنهم حققوا تقدما ثابتا في منطقة الجبل الغربي، التي لا تبعد سوى مئات الكيلومترات عن الحدود الليبية التونسية، وتشرف على سهل ساحلي يؤدي إلى طرابلس.

ويتحرك المعارضون باتجاه الجنوب الشرقي بعيدا عن العاصمة، لكنهم يعتبرون غواليش مهمة من الناحية الاستراتيجية، لأن مدينة غريان الأكبر، تقع بعدها باتجاه الشرق وتسيطر على الطريق السريع الرئيسي شمال طرابلس.

وقال أحد مسؤولي الثوار في الزنتان جنوب طرابلس، «كنا ننتظر قبل إطلاق هذا الهجوم، ولقد حصلنا أخيرا على موافقة حلف الأطلسي هذا الصباح ولقد بدأ الهجوم».

ويسعى الثوار بشكل خاص إلى السيطرة على بئر الغنم، وهو معبر استراتيجي يقع على بعد 50 كلم جنوب طرابلس، لكي يتمكنوا من الوصول إلى مشارف العاصمة الليبية. أما الهدف الثاني لهذا الهجوم، فهو مدينة غريان حيث تقع حاميات الجيش الليبي التي يعتبرها الثوار ممرا استراتيجيا نحو طرابلس.

وكان حلف شمال الأطلسي أعلن السبت، أنه كثف ضرباته الجوية في غرب ليبيا ودمر نحو 50 هدفا عسكريا خلال الأسبوع. وشمل قصف طائرات الحلف أهدافا تقع في جبل نفوسة قرب الحدود التونسية، وفي مدينة مصراتة على بعد 200 كلم شرق طرابلس كما جاء في بيان للحلف.

وبعدما اضطروا إلى الانسحاب من بئر الغنم في جبال نفوسة (غرب)، يريد الثوار السيطرة مجددا على هذه المنطقة الاستراتيجية التي استهدفها طيران الأطلسي الجمعة الماضي.

وإلى جانب هذا الدعم الجوي، نال الثوار في تلك المنطقة دعما إضافيا عبر تلقيهم أسلحة ألقتها فرنسا جوا.

وكان الثوار استولوا في 28 يونيو (حزيران) الماضي على مخزن ذخائر كبير في منطقة صحراوية، على بعد 25 كلم جنوب الزنتان (120 كلم جنوب طرابلس)، كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى الرغم من هذا التطور العسكري [المهم، فإنه لا يبدو أن الثوار الليبيين، مستعدون للزحف باتجاه العاصمة الليبية. وهذا ما أكده شمس الدين عبد المولى، المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، الذي قال لوكالة الأنباء الألمانية، إن اتصالات مستمرة تجري بين المجلس الانتقالي والثوار داخل طرابلس. وقال: «عندما نكون مستعدين على الجبهات كافة، فإننا سوف نزحف إلى طرابلس».

وأوضح عبد المولى، أن 19 شخصا قتلوا أول من أمس، في هجمات شنتها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، مستخدمة «أسلحة متقدمة»، على مدينة مصراتة المحاصرة في غرب ليبيا.