السفير الأميركي في بغداد: إيران زودت ميليشيات عراقية بأسلحة جديدة

TT

تستخدم ميليشيات مدعومة من إيران في العراق أسلحة أكثر تطورا عما كانت عليه الحال في الماضي لاستهداف قوات ومنشآت عسكرية أميركية، طبقا لما ذكره مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى. وقال جيمس جيفري، السفير الأميركي لدى العراق، أول من أمس، إن نتائج اختبارات جديدة أجريت على الأسلحة المستخدمة في أحدث الهجمات الفتاكة التي شهدتها البلاد وأجراها مسؤولون أميركيون تعزز فكرة أن المتمردين العراقيين حصلوا على أسلحة جديدة وتدريبات.

وأضاف جيفري: «إننا نتحدث عن دليل قاطع، لا شك أن هذه الأسلحة إيرانية». واستطرد: «نرصد المزيد من الأسلحة الفتاكة والأكثر دقة والأبعد مدى. ونرصد مزيدا من الخيارات المعقدة المرتبطة بالهواتف الجوالة وغيرها، علاوة على وجود أفراد أفضل تدريبا». وفي بعض الحالات، لم يبذل المتمردون أي جهود للتخلص من رقم هوية الأسلحة التي تشير إلى أنها آتية من إيران. وعلق جيفري على ذلك بقوله: «هذا في حد ذاته أمر مقلق.» وفي الأسابيع الأخيرة، ألقى جيفري ومسؤولون عسكريون أميركيون المسؤولية على ميليشيات شيعية (جماعات «لواء اليوم الموعود» و«كتائب أهل الحق» وكتائب حزب الله) في موجة من أعمال العنف أسفرت عن أكثر الشهور دموية منذ عامين بالنسبة للقوات الأميركية المرابطة هنا. وتلقت الجماعات تدريبا وحصلت على أسلحة من جانب قوات خاصة تتبع الحرس الثوري الإيراني وعملاء خصوصيين إيرانيين عبروا الحدود إلى داخل العراق بغية توفير بعض التدريب والمواد، حسب ما أفاد مسؤولون.

وكشف جيفري عن تفاصيل بخصوص الاختبارات التي أجريت بعدما رفض الجنرال لويد أوستن، القائد العام للقوات الأميركية في العراق، الكشف عن هذه التفاصيل. وفي مقابلة موجزة، اكتفى أوستن بالقول إن الأسلحة «قادمة من إيران، ونحن على ثقة من ذلك.» كان جيفري وأوستن قد سافرا الثلاثاء الماضي إلى مدينة البصرة جنوب العراق لافتتاح قنصلية أميركية جديدة ترمي لخدمة تسع محافظات جنوبية بالبلاد. ومن المقرر أن تنتقل القنصلية الموجودة حاليا في عشرات المقطورات خلف جدران سميكة لمقاومة الانفجارات، إلى مقر دائم في سبتمبر (أيلول) المقبل، حسب ما أفاد مسؤولون.

وكان مسؤولون أميركيون قد اتهموا إيران سابقا بتقديم أسلحة وتدريب لمتمردين عراقيين، لكن التفاصيل حول هذا الأمر كانت شحيحة. وفي تقرير أصدرته عام 2009 عن الإرهاب العالمي، اتهمت وزارة الخارجية الأميركية إيران بإمداد جماعات مسلحة عراقية بـ«صواريخ متطورة وبنادق قنص، وأسلحة آلية وقذائف هاون» لاستخدامها ضد قوات التحالف. واتهم التقرير إيران بزيادة القوة الفتاكة للعبوات الناسفة بدائية الصنع التي تزرع على جانبي الطرق التي يستخدمها مسلحون في نسف مركبات عسكرية أميركية. وذكر التقرير أن مجموعات إيرانية: «قدمت التدريب داخل وخارج إيران لمسلحين عراقيين في تصنيع واستخدام عبوات ناسفة بدائية الصنع وأسلحة أخرى متطورة». وعلى صعيد منفصل، اتهمت وزارة العدل عام 2008 مجموعة من رجال الأعمال الإيرانيين بشراء دوائر كهربية متطورة ومعدات أخرى لاستعمالها لاحقا في صناعة عبوات ناسفة تزرع على جوانب الطرق في العراق.

ربما يكون أكثر الأدلة دقة حتى الآن بخصوص الدعم الإيراني للهجمات ضد القوات الأميركية قد ظهر في مايو (أيار) 2009 بعد اكتشاف مخزن أسلحة على ضفة نهر بالعراق بمحافظة ميسان الواقعة شرق البلاد، التي تسكنها غالبية شيعية وتقع على الحدود مع إيران. وتضمن المخزن 150 صفيحة نحاسية جرى إعدادها على نحو محترف لاستخدامها في صنع قنابل تعرف باسم «قذائف متفجرة»، وضم المخزن كذلك قضبان إطلاق متطورة لصواريخ مصممة لزيادة المدى والدقة. ولاحقا، تم ربط المخزن بميليشيا عراقية يقول مسؤولون أميركيون إنها تلقت تدريبها وعتادها من إيران.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»