مدير الشرطة الأوروبية: بعد مقتل بن لادن.. الجماعات الجهادية لا تزال نشطة لكنها أقل تماسكا

قال إن هناك تغييرا في منهجية الإرهاب الجهادي

TT

قال روب واينرايت، مدير وكالة الشرطة الأوروبية (اليوروبول)، إن الإرهاب لا يزال نشطا في أوروبا، رغم التفكك الذي أصاب بنيته في الأعوام الأخيرة، وخطورته باتت تكمن في تكيفه مع العصر، ودخوله مجال الجرائم الإلكترونية من الباب الواسع.

كلام واينرايت جاء في تصريحات أدلى بها لمحطة الأخبار الأوروبية «يورونيوز». وفي إجابته عن سؤال حول الاعتقاد بأن أوروبا باتت مهددة أكثر بعد مقتل أسامة بن لادن، قال مدير وكالة «اليوروبول»: «يجب علينا ألا نقلل من خطر الإرهاب على الإطلاق». وأضاف «لقد رأينا تغييرا في منهجية ونوع الإرهاب الجهادي عما رأيناه منذ عشر سنوات في الهجمات المروعة في الولايات المتحدة. في أوروبا لم نر هجمات منذ اعتداءات مدريد ولندن، لكن دعونا لا نقلل من شأن ذلك. هناك عمل ممتاز تقوم به الشرطة وقوات الأمن في أوروبا مما يمنع الإرهابيين من القيام باعتداءات».

وأوضح «إنني أعلم من خلال الاستخبارات أن الجماعات الجهادية ما زالت نشطة، لكنها أصبحت أقل تماسكا، وشبكاتها باتت أقل ترابطا، وليس هناك قائد لها يديرها من آسيا مثلا، لذلك فالخطر بات أصغر، لكنه ما زال يأتي من عمل الشبكات على الإنترنت. بعض الأشخاص يصبحون أكثر تطرفا في كثير من الأحيان عن طريق الدعاية على الإنترنت، وبعض المتطرفين يتحركون بشكل منفرد، مما يصعب على الشرطة كشفهم. أعتقد أن التهديد في أوروبا اليوم كبير، وعلينا مواجهته بطريقة أقوى وأكثر تنسيقا».

وحول مخاطر استخدام الجماعات الإرهابية للفيروسات المدمرة للبيئة الإلكترونية، قال واينرايت «أعتقد أن هذا خطر فريد من نوعه، وهذه البيئة الإلكترونية تتطور بسرعة حيث يجري تطوير البرامج الضارة بمعدل سريع جدا على الإنترنت، وهي برامج يشيع استخدامها من قبل الجماعات المنظمة لتوليد مليارات الدولارات بطرق مختلفة عبر الإنترنت، وتستهدف الملايين من المواطنين في أوروبا. أعتقد أننا نواجه تهديدا بأن تُستخدم هذه الأدوات من قبل الإرهابيين لتنفيذ هجمات على منشآت حكومية، أو على البنية التحتية الوطنية، على سبيل المثال. علينا أن نكون حذرين للغاية، والتأكد من أن الحكومات جاهزة في أوروبا للتعامل مع هذا الأمر. هنا في (اليوروبول) نعمل على إنجاز برنامج جديد لتوفير حجر الزاوية لمشروع لمكافحة جرائم الإنترنت، ونحن نتطلع إلى إنشاء مركز جديد لجرائم الإنترنت في أوروبا، والذي آمل أن يكون مقره داخل مبنى اليوروبول الجديد هذا».

وأضاف «في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية نملك برنامجا طموحا لتطوير عملنا، وهذا العمل لا يشمل فقط المجالات التقليدية كالعمل مع مراكز الشرطة، ولكن أيضا مع المؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص، والقطاع الصناعي. كان لي الكثير من الاجتماعات خلال الأشهر الأخيرة مع المديرين التنفيذيين لشركات أمن الإنترنت، خصوصا في وادي السيليكون في الولايات المتحدة، وذلك للحديث عن كيفية تشكيل برنامج مشترك جديد، يشمل التعاون وتبادل المعلومات وتطورات الطب الشرعي، حيث أنجز الكثير من العمل الجيد.