مصادر في مسقط لـ«الشرق الأوسط»: السلطان قابوس يزور الإمارات لطي الخلاف بين الدولتين

قالت إن الزيارة ستعمل على تنقية الأجواء وإعادة العلاقات كسابق عهدها

السلطان قابوس
TT

قال مصادر عمانية مطلعة في العاصمة مسقط لـ«الشرق الأوسط» أمس إن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان سيقوم بجولة خليجية خلال الأسبوع القادم تشمل دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر. مضيفة أن الزيارة للإمارات سيكون هدفها طي صفحة الخلاف بين البلدين على خلفية شبكة التجسس التي اكتشفت مؤخرا في عمان.

وكشفت المصادرأن زيارة السلطان قابوس لدولة الإمارات تأتي في إطار طي صفحة الخلاف بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ورأب الصدع بين الدولتين خاصة بعد اكتشاف شبكة تجسس في السلطنة وتقول مسقط إنها كانت تعمل لصالح الإمارات، كما أن الزيارة تأتي بعد الوساطة الناجحة التي قام بها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت واحتواء الأزمة بين البلدين بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت المصادر «إن الزيارة تأتي أيضا لتؤكد على عمق العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين والاتفاق على تنقية الأجواء وإعادة العلاقات فيما بينهما كسابق عهدها وعدم السماح بما يعكر صفو العلاقات الأخوية التاريخية بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وشعبيهما الشقيقين».

وأشارت إلى أن جولة سلطان عمان تأتي لبحث المستجدات والأحداث على الساحتين العربية والدولية. وكل ما يتعلق بتطوير آليات التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وقال المصادر إن الزيارة لدولة قطر تأتي لتوثيق الشراكة الاقتصادية العمانية القطرية بهدف زيادة الترابط القائم بين البلدين وتوثيق العلاقات وتطويرها سياسيا واقتصاديا.

ومن المحتمل أن تسفر زيارة السلطان قابوس للدوحة عن تشكيل لجنتين الأولى للتعاون الاقتصادي والطاقة والاستثمار، ولجنة أخرى لقضايا التعاون المالي اللتين أعلن عنهما الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية خلال زيارته الأخيرة لسلطنة عمان. كما سيتم خلال الزيارتين بحث القضايا التي تهم مسيرة مجلس التعاون والمستجدات الإقليمية في المنطقة. وتفعيل التعاون بين سلطنة عمان مع كل من دولة الإمارات ودولة قطر في ظل مقررات مجلس التعاون لتقديم بعض التسهيلات المالية من جانبهما لسلطنة عمان.

من جهة أخرى، استقبل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ببيت البركة عصر أمس الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقد نقل ولي عهد أبوظبي لجلالة السلطان قابوس تحيات وتمنيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة له والشعب العماني.

تم خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين وأوجه التعاون الثنائي المشترك في كافة المجالات التي تخدم المصالح المتبادلة للشعبين العماني والإماراتي وعدد من الأمور ذات اهتمام الجانبين.

وكان السلطان قابوس بن سعيد قد تلقى مسبقا دعوة من خليفة بن زايد آل نهيان لزيارة دولة الإمارات العربية.

هذا وقد اختتم الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي زيارته لسلطنة عمان أمس بلقاء السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان. كما عقد جلسة مباحثات رسمية مع السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء. تم خلال المقابلة والمباحثات تبادل الأحاديث الودية وبحث كافة أوجه التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات بما يعود بالخير والنفع على الشعبين العماني والكويتي والسبل الكفيلة بتعزيز العلاقات والروابط الأخوية بينهما، بالإضافة إلى بحث عدد من الأمور ذات اهتمام الجانبين في ضوء التطورات الجارية على الساحتين العربية والدولية.

وأشاد الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح بالتنمية الشاملة التي تحققت على أرض سلطنة عمان «بفضل القيادة المستنيرة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان»، معربا عن ارتياح بلاده لما وصلت إليه علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وقال الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح إن لقاءه بالسلطان قابوس تطرق إلى الكثير من الموضوعات المتعلقة بالمنطقة العربية.