مفاوضات جديدة حول قبرص والأمم المتحدة تستهدف تحريك الوضع

بان كي مون ينتقد بطء العملية.. ويدعو لتجاوز الخلافات عشية لقاء جنيف

TT

يسعى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إعطاء زخم جديد لمفاوضات إعادة توحيد قبرص المتعثرة حاليا، وذلك في اجتماع يعقد اليوم في جنيف مع قادة المجموعتين القبرصية التركية والقبرصية اليونانية. وأوضح مصدر مقرب من المناقشات في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية «تريد تغيير الواقع عبر هذا الاجتماع ودفع المسؤولين إلى الالتزام ببذل أقصى جهودهم وتطبيق ما أعلنوه عن نية التوصل إلى حل». وأضاف المصدر أن «الأمين العام سيتحدث بشكل حازم عن بطء العملية في الأشهر الأخيرة، وسيدعو إلى تكثيف النقاشات لتجاوز الخلافات».

يشار إلى أن قبرص مقسومة منذ يوليو (تموز) 1974 منذ اجتياح تركيا شمال الجزيرة ردا على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بدعم من الحكم العسكري في اليونان آنذاك لضم الجزيرة إلى اليونان. واستؤنفت مفاوضات توحيد الجزيرة في سبتمبر (أيلول) 2008، برعاية الأمم المتحدة، لكنها لم تحرز أي تقدم في الملفات المحورية التالية: حقوق الملكية، وفرز الأراضي، وضمان الأمن.

وأمام هذا الجمود جمع بان كي مون الرئيس القبرصي اليوناني ديمتريس خريستوفياس و«رئيس جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها إلا أنقرة درويش ايروغلو مرتين، في نيويورك في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفي جنيف في يناير (كانون الثاني) الماضي. وسبق أن أرجئ اجتماع جنيف من مطلع أبريل (نيسان) الماضي إلى يونيو (حزيران) قبل تحديد موعده في 7 يوليو. وتريد الأمم المتحدة أن يشهد الاجتماع صياغة خارطة طريق دقيقة تفصل كيف ينوي الزعيمان حل الملفات الشائكة للتوصل إلى اتفاق. لكن مصدرا دبلوماسيا في الاتحاد الأوروبي أفاد بأن المفاوضات تتدهور منذ اجتماع نيويورك الذي أثار بعض الآمال.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول قوله «الأجواء ليست متفائلة في الحقيقة». وتابع «في أفضل الأحوال ستكون لدينا خطة واضحة حول المراحل المقبلة، وفي أسوا الأحوال ينبغي الاكتفاء بالالتزام بمواصلة النقاش من دون تحديد طريقة التوصل إلى حل».

لكن صبر الأمم المتحدة بدأ ينفد. وصرح خريستوفياس بأن الخيار المثالي يكمن في التوصل إلى حل قبل تولي قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في يوليو 2012، فيما لمحت الأمم المتحدة إلى أنها لا يسعها أن تترك المفاوضات تمتد إلى هذا الموعد.

والشهر الماضي، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه من «بطء عملية» التفاوض، وذلك بمناسبة تبني قرار يمدد تفويض قوة حفظ السلام على الجزيرة إلى نهاية العام. وبدأت مهمة البعثة مع اشتعال الاضطرابات بين المجموعتين على الجزيرة في 1963 قبل انقسامها، وهي حاليا الأقدم في العالم. ورأى هيو بوب، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، أن صلب المشكلة يكمن في غياب قناة تواصل بين القبارصة اليونانيين وتركيا التي تلعب دورا جوهريا للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال «إن القبارصة اليونانيين لم يعودوا يؤمنون بنية أنقرة في التوصل إلى حل، فيما لا ترى أنقرة أن خريستوفياس يريد الاتفاق، فيما فقدت العملية اندفاعها وطاقتها». لكن حل الأزمة القبرصية أساسي في احتمال انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.