زيارة السفير الأميركي لحماه تثير غضب النظام: لم يطلب إذنا.. والتقى مخربين وحضهم على التظاهر

الخارجية الفرنسية تعلن توجه السفير الفرنسي إلى المدينة

روبرت فورد
TT

أثارت زيارة السفير الأميركي، روبرت فورد، إلى حماه، التي بدأها عشية أول من أمس وبقي فيها حتى يوم أمس، استياء النظام السوري الذي شن حملة اتهامات ضد واشنطن، ولم يتورع عن اتهام السفير بحض «مخربين على التظاهر». وفور إعلان الخارجية الأميركية أول من أمس، عن توجه فورد إلى حماه التي تحاصرها الدبابات منذ عدة أيام، في ظل تصاعد المخاوف من وقوع مجزرة جديدة في المدينة التي لم تنس بعد مجزرة عام 1982، صدرت 4 ردود فعل تدين زيارة السفير فورد.

وجاء ذلك بينما أعلنت الخارجية الفرنسية أن سفيرها لدى سوريا، إريك شوفالييه، توجه بدوره إلى مدينة حماة يوم أول من أمس، للتعبير عن «التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب الضحايا». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أمس، إن «السفير الفرنسي لدى سوريا توجه فعلا إلى حماه بالأمس (أول من أمس) الخميس. وقد زار واحدا من أكبر مستشفيات المدينة، حيث التقى الفريق الطبي وعددا من الجرحى وأهاليهم». وأضاف المتحدث: «لقد توجه إلى هناك للتعبير عن التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب الضحايا والمدنيين»، مشيرا إلى أن «فرنسا تذكر باهتمامها بمصير سكان مدينة حماه وإدانتها للعنف الذي تمارسه السلطات في سوريا ضد المتظاهرين والمدنيين».

أما في دمشق، فقد صدر بيان عن الداخلية يقول إن السفير الأميركي لدى زيارته حماه، التقى ببعض «المخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار، كما التقى بعض الأشخاص تحت غطاء زيارته بعض المستشفيات». واتهم البيان واشنطن بـ«التورط» في الأحداث الجارية في سوريا والتحريض على «تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلاد».

وزارة الخارجية السورية التي كانت أول من أصدر رد فعل على زيارة فورد، اعتبرت «وجود السفير الأميركي في مدينة حماه دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات، دليلا واضحا على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلاد». وأضاف البيان أن «سوريا تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة وتؤكد تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد».

أما مستشارة الرئيس، بثينة شعبان، فقد ظهرت على شاشة تلفزيون «بي بي سي» العربية، ظهر يوم أمس، لتقول إن تصرف فورد «يشكل تصعيدا»، وقالت: «لم يسبق لسفير أن توجه إلى مدينة فيها مشكلة مثل حماه دون تصريح، والأهم من ذلك أن يصدر عن وزارة الخارجية الأميركية بيان يقول إن السفير موجود في حماه وإنه يعتزم البقاء حتى اليوم (أمس) الجمعة». وأشارت شعبان إلى أن «الأهم من هذا أيضا هو وصول السفير الأميركي إلى حماه في لحظة انعقاد الاجتماع بين أهالي المدينة وأئمة الجوامع والسلطات المدنية في المدينة، لحل المشكلة فيها، وهذا يعني أن وصول السفير الأميركي هو لمنع حل هذه المشكلة».

وتساءلت: «كيف وصل السفير الأميركي إلى حماه في مناطق يقطع طرقها المخربون والمشاغبون وحملة السلاح.. ومن أوصله إلى جامع السريجة في المدينة في الساعة السادسة من مساء أمس دون أن يتعرض له أحد من المسلحين الموجودين في الشوارع الذين منعوا الموظفين في مدينة حماه من الوصول إلى وظائفهم لليوم الرابع على التوالي؟».

وقالت شعبان إن السفير الأميركي لم يطلب إذنا بالتوجه إلى حماه، ولكن «السفارة الأميركية طلبت إذنا للملحق العسكري الأميركي للذهاب إلى حماه، ولم يعط ذلك الإذن». ورغم الاتهامات والانتقادات التي وجهتها شعبان للسفير الأميركي أكدت أن «سوريا لا تريد قطع (شعرة معاوية) مع الإدارة الأميركية»، وقالت: «هناك احتجاج واستياء شديد من قبل الشعب السوري» حول وجود فورد في حماه. واعتبرت شعبان تصرف السفير «رسالة من الولايات المتحدة تقول لا للحوار».

كذلك، وفي سياق رد الفعل الرسمي على زيارة السفير الأميركي إلى حماه، قال مصدر إعلامي رسمي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن توجه السفير الأميركي إلى حماه «يشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة ودليلا فاضحا على الدور الأميركي في توتير الأجواء في سوريا ومحاولة الالتفاف على تحسن الأوضاع في البلاد».

واعتبر المصدر «هذا التصرف الأميركي يذكر بأسلوب المندوب السامي ولغة الحقبة الاستعمارية في التعاطي مع الدول ويضع الحواجز بين أبناء الوطن الواحد مناقضا بذلك التشدق الأميركي بالدعوة إلى الحوار والحلول السياسية والإصلاحات، مما يؤكد ارتباط هذه التحركات مع الأجندات الخارجية التي تهدف إلى ضرب أمن واستقرار سوريا».