استكمل الرئيس العراقي جلال طالباني أمس لقاءاته مع قادة الكتل السياسية في البلاد من أجل توفير سبل النجاح للقاء الثاني المقرر عقده اليوم في منزله. وأكد طالباني أن زعيم القائمة العراقية إياد علاوي سيحضر الاجتماع. وأضاف طالباني في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم في ساعة متأخرة أول من أمس، أن لقاءه مع الحكيم تضمن تأكيد التحالف بين الأكراد والمجلس الأعلى الإسلامي، بالإضافة إلى «العمل المشترك من أجل وضع العراق على السكة الصحيحة وإنجاح الاجتماعات المقبلة مع القادة السياسيين، وكذلك تعزيز التحالف الثنائي بيننا وتوطيد العلاقات أكثر وأكثر».
وأضاف طالباني أن الاجتماع المقرر لقادة الكتل السياسية اليوم سيعقد في وقته، معربا عن «أمله في حضور جميع القادة السياسيين بمن فيهم رئيس القائمة العراقية الدكتور إياد علاوي». وأشار إلى الأهمية القصوى التي توليها الكتل السياسية في أن «يتمخض هذا الاجتماع عن تنفيذ الاتفاقات التي تم التأكيد عليها في الاجتماع السابق، وهي ضرورة إنهاء الحملات الإعلامية والتأكيد على الالتزام بالاتفاقات الموجودة بما فيها اتفاقية أربيل ومبادرة الأخ مسعود بارزاني».
من جانبه، أكد زعيم المجلس الأعلى الإسلامي أن «موضوع الحوار الوطني كان موضع اهتمام الرئيس طالباني». وأعرب عن قناعته بأن «اجتماعات الحوار التي يفترض أن تستمر ستمثل تطورا مهما في تقريب وجهات النظر وتهدئة الساحة السياسية والتركيز بشكل أكبر على خدمة المواطنين ومعالجة مشاكلهم».
يذكر أن علاوي كان قد عاد إلى بغداد أول من أمس بهدف المشاركة في الاجتماع الثاني الذي دعا إليه الرئيس طالباني بعدما تغيب عن حضور الاجتماع الأول قبل ثلاثة أسابيع بسبب وعكة صحية ألمت به. وفيما كان مقررا عقد اللقاء الثاني الأسبوع الماضي، فإن انشغال الكتل السياسية وتزامن الاجتماع مع إحدى المناسبات الدينية حالا دون عقده في وقت سادت فيه أجواء تفاؤل بسبب التزام الكتل السياسية بأجواء التهدئة، وفي المقدمة منها وقف الحملات الإعلامية بين «العراقية» و«دولة القانون». وعلى الرغم من اتفاق الجميع على عقد الاجتماع المذكور طبقا لما كان قد تم الاتفاق عليه، فإن الخلافات حول جدول الأعمال لا تزال قائمة. فبينما يؤكد التيار الصدري أنه ليس هناك حاجة إلى طرح موضوع الانسحاب الأميركي من عدمه على جدول الاجتماع مثلما كان قد أشيع في الأيام الماضية، فإن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي يؤكد أن قضية الترشيق الحكومي التي وافق عليها التحالف الوطني ستكون هي القضية الأهم في الاجتماع.
لكن القائمة العراقية وعلى لسان المتحدثة باسمها ميسون الدملوجي، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «مسألة الترشيق الوزاري غير مدرجة على جدول الاجتماع أصلا»، مشيرة إلى أن «المسألة الأساسية التي سوف تناقش في الاجتماع وهي محوره الأساسي، هي قضية الشراكة الوطنية واتفاقات أربيل، وأن كل شيء مرهون بتنفيذ مفردات هذه الشراكة». وردا على سؤال بخصوص حضور علاوي اجتماع اليوم، قالت المتحدثة إن «قيادة القائمة العراقية سوف تعقد اجتماعا اليوم (أمس الجمعة) لتحديد طبيعة المشاركة في الاجتماع وما الذي يمكن أن تقدمه (العراقية) خلاله»، دون أن تقطع بما إذا كان علاوي سيحضر الاجتماع أم لا. وكانت القيادية في حركة الوفاق الوطني انتصار علاوي، قد أبلغت «الشرق الأوسط» في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بأن «الدكتور علاوي تلقى دعوة من الرئيس جلال طالباني لحضور هذا الاجتماع، وأنه سيحضره حتما».