في الوقت الذي حظيت الزيارة التي يقوم بها إلى العراق النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي باهتمام واسع من قبل القيادات السياسية والدينية العراقية والتي تم خلالها توقيع ما يزيد على 6 اتفاقيات في مختلف الميادين ورفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 20 مليار دولار - فقد استغل متظاهرو ساحة التحرير في قلب بغداد أمس هذه الزيارة، وذلك برفع شعارات منددة بها وباستمرار القصف الإيراني للمناطق الحدودية بين العراق وإيران من جهة إقليم كردستان. واستغرب المتظاهرون الصمت الحكومي حيال هذا القصف الذي يطال منذ مدة وبشكل مكثف القرى الكردية الحدودية. وهتف المتظاهرون هتافات مختلفة من بينها «بغداد حرة حرة وإيران برة برة»، كما كتب على إحدى اللافتات «أميركا وإيران وجهان لعملة واحدة». وطالب المتظاهرون الحكومة العراقية بردع إيران عن تجاوزاتها على الأراضي العراقية، وإيقاف جميع أشكال التدخل في الشأن الداخلي. وفي الوقت نفسه، ندد المتظاهرون بالزيارة المرتقبة التي ينوي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بها إلى العراق، معلنين رفضهم لهذه الزيارة، وداعين إلى عدم استقبال مخطط ومهندس فكرة تقسيم العراق. وكان تجمع يحمل اسم «ائتلاف ثورة 25 فبراير (شباط)» قد أصدر بيانا على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) دعا فيه إلى «فضح مجرمي الحرب في العراق وكشف أكبر قدر من الوثائق بشأنهم، وذلك لإبقاء الضغط مسلطا عليهم وعدم نسيان ما فعلوه بالعراقيين منذ يوم 25 شباط وحتى الآن».
وفي تطور لافت، فقد حمل زعيم ديني صدري بارز التحالف الوطني بكل مكوناته «ائتلاف دولة القانون، والمجلس الأعلى الإسلامي، والتيار الصدري» مسؤولية ما حصل ويحصل في العراق من دمار وخراب طوال السنوات التي تلت الاحتلال الأميركي. واعتبر إمام وخطيب جمعة الديوانية حسن الزاملي أن التحالف الوطني هو الذي شكل الحكومتين السابقة والحالية وهو الذي يمسك بمقود الدولة دون أن تحقق قيادته شيئا ملموسا للبلد. ويعد انتقاد الزاملي أقوى انتقاد يوجه للتحالف الوطني الشيعي من قبل رجل دين شيعي بارز.