مقاتلون أسرهم الثوار: الذخيرة تنفد من قوات القذافي.. والمعنويات منخفضة

ضابط معتقل: الجنود لا يرغبون في قتال بني جلدتهم.. والقنص عمل غير الليبيين

مهدي حميد عيسى، مقاتل من نيجيريا، قال إنه التحق بكتائب القذافي لأنه بحاجة إلى المال، ويقبع حاليا في السجن بعد أن أسره الثوار الليبيون («واشنطن بوست»)
TT

بعد الحصار الذي تعرضوا له نتيجة قصف قوات الناتو، وانخفاض الروح المعنوية وفرار بعض العناصر، يعتمد الجيش الليبي وبصورة مكثفة على مقاتلين من جنوب الصحراء الكبرى حيث تناضل كتائب القذافي للرد على ضربات الثوار في شرق وغرب العاصمة الليبية، وذلك حسبما أفاد مقاتلون تم إلقاء القبض عليهم.

وذكر اثنان من ضباط الجيش الليبي وثلاثة مقاتلين من جنوب الصحراء الكبرى والذين ألقى الثوار القبض عليهم بعد معركة في الجبال الغربية للبلاد، أن الوقود والذخيرة تنفد من القوات الليبية المنتشرة في المنطقة.

وأكدوا على أن قادة الجيش يعتمدون على مقاتلين أجانب لأن العديد من الجنود الليبيين مشتتون بين محاربة بنو جلدتهم وفقدهم الثقة في حاكم البلاد الذي يقبض على مقاليد الحكم منذ فترة طويلة. وخلال المقابلات التي أُجريت بصورة منفصلة داخل السجن الذي يديره الثوار بمدينة زليطن، ذكر المعتقلون أن أكثر من نصف القوات التي دفعت بها كتائب القذافي إلى الخطوط الأمامية جاءت من بلاد مثل النيجر ومالي.

ولا تقدم روايات المعتقلين رؤية واضحة للدور الذي يلعبه المقاتلون الأجانب داخل ليبيا ولا عن القوة العسكرية المهترئة لكتائب القذافي التي تعاني من عزلة متزايدة.

في الوقت ذاته أنكر معاونو القذافي أن الكتائب تستخدم عناصر أجنبية وذكروا أن الكتائب ما زالت قوية وتتمتع بروح معنوية مرتفعة، على الرغم من اعتراف سيف الإسلام القذافي، ابن القائد الليبي في حوار أخير معه أن قوة الجيش الليبي ليست مثالية للغاية. وكان القذافي الابن قد صرح الأسبوع الماضي لصحيفة «روسيا اليوم» وهي صحيفة إخبارية باللغة الإنجليزية قائلا: «إن أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبناها أننا تأخرنا في شراء الأسلحة، خاصة من روسيا، وتأخرنا أيضا في بناء جيش قوي».

وصرح جميل أحد ضباط الجيش الليبي الذين تم اعتقالهم الأربعاء الماضي بعدما سيطر الثوار على مدينة القواليش أنه تم الدفع بالمقاتلين الأجانب إلى الخطوط الأمامية في الوقت الذي قام فيه الثوار بدك المدينة بالصواريخ والقذائف والدبابات والصواريخ المضادة للطائرات. وأضاف في مكتبة مدرسة يستخدمها الثوار كمركز للاعتقال: «لقد كانوا يطلقون النيران دون تردد». وكان جميل ورجاله قابعين في أماكن حصينة حتى توقفت الأسلحة الثقيلة عن ضرب المدينة وفكروا إما في الفرار أو الاستسلام.

وذكر جميل الذي طلب أن يتم الإفصاح عن اسمه الأول فقط خشية انتقام كتائب القذافي من أقربائه «لقد استسلمت. أردنا أن نوقف هذا القتل ولم يكن لدينا ذخيرة كافية». كما ذكر أن الجنود الليبيين في كتائب القذافي لا يرغبون في قتال بني جلدتهم. وأشار إلى أن «القناص الليبي لا يستطيع إطلاق النار على ليبي مثله. هذا هو عمل غير الليبيين».

يذكر أن القذافي اعتمد لسنوات على عناصر غير ليبية لدعم قواته المسلحة وذكر محلل أنه ترك جيشه ضعيفا عن عمد خشية أن تقوم قوات مسلحة قوية بالانقلاب عليه.

وبينما يصف الجنود الليبيون زملاءهم من جنوب الصحراء الكبرى بأنهم مقاتلون ثابتو الجأش وينفذون الأوامر دون تردد، ذكر المقاتلون الثلاثة الأجانب المعتقلون الأربعاء الماضي أن كثيرا منهم كان مرغما على حمل السلاح.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»