«عصائب أهل الحق» تؤكد احتفاظها برهينة بريطاني حتى تلبية مطالبها

بعدما كان رئيس الوزراء البريطاني السابق رجح مقتله

عراقيون يعملون في متاجر للمشغولات المعدنية في سوق وسط بغداد أمس (أ.ب)
TT

أعلنت جماعة عصائب أهل الحق الشيعية المسلحة، التي اختطفت خبير المعلومات البريطاني، بيتر مور، وحراسه الأربعة في العراق في 2007، أمس، أنها ستحتفظ بالرهينة البريطاني الخامس حتى تلبي القوات الأميركية مطالبها، المتمثلة في الإفراج عن عدد من قياداتها. ونقل بيان عن نائب الأمين العام للعصائب، أكرم الكعبي، قوله إن «الاحتلال الأميركي لم يكف عن مراوغته ومماطلته في تسليمنا أسرانا المجاهدين في سجونه (...) لذا فإننا نعلن عدم تسليمهم الرهينة البريطاني آلن مكمينميني، وسنبقى نحتفظ به حتى تلبى مطالبنا»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت العصائب اختطفت خبير المعلومات، بيتر مور، مع حراسه البريطانيين الأربعة، في مايو (أيار) 2007 من مكتب تابع لوزارة المالية. واحتجزت العصائب مور لمدة عامين ونصف العام، قبل أن تفرج عنه في ديسمبر (كانون الأول) 2009 مع جثث ثلاثة من الحراس، بينما أبقت على الأخير، ورجحت آنذاك السلطات البريطانية، على لسان رئيس وزرائها، غوردن براون، أنه قتل. ولم يوضح بيان العصائب حالة الرهينة الخامس، لكن الطريقة التي كتب بها يعطي انطباعا بأنه على قيد الحياة.

وكانت السلطات العراقية التي تسلمت المعتقلين من القوات الأميركية أطلقت سراح قائد «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، مع عدد كبير من أفراد منظمته، مقابل الإفراج عن مور والجثث الثلاث. لكن يبدو أن العصائب ما زالت تطالب بالإفراج عن عدد آخر من أعضاء المنظمة المنشقة من جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.

من جهة أخرى، حذر البيان القوات الأميركية من عدم سحب قواتها، بحسب الاتفاقية المقررة بين بغداد وواشنطن في نهاية العام الحالي، وقال: «إننا نحذر الاحتلال في حال سولت له نفسه ولم يسحب قواته المحتملة، فإننا سنرد عليه بكل قوة، وإنه سيخسر أكثر مما خسر». وأضاف الكعبي أن «المقاومة الإسلامية (عصائب أهل الحق) تؤكد على استمرارها وتمسكها بخيار المقاومة العسكرية في العراق حتى خروج الاحتلال نهائيا وبكل أشكاله».

واتهم الجيش الأميركي مؤخرا طهران بدعمها ثلاثة فصائل شيعية مسلحة، وهي «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«لواء اليوم الموعود»، الذي يقوده مقتدى الصدر.

وقال الأميرال مايك مولن، رئيس الأركان الأميركية المشتركة، إن إيران، التي قررت في عام 2008 تقليص دعمها للمقاتلين الشيعة في العراق، زادت من وتيرة نشاطاتها في هذا البلد بإرسالها أسلحة استعملتها سابقا ضد القوات الأميركية.

وأضاف مولن، خلال غداء في البنتاغون مع صحافيين، أن «إيران تدعم بشكل مباشر الفصائل المتطرفة التي تقتل قواتنا». وأوضح أن كميات الأسلحة الإيرانية للعراق «كبيرة جدا»، موضحا أنها تتضمن «أسلحة متطورة».

وكانت وزارة المصالحة الوطنية في العراق قد أوقفت أخيرا مباحثات دامت أكثر من سنة مع جماعة عصائب أهل الحق، بسبب ما اعتبرته قيام مجموعات منها بعمليات إرهابية ضد القوات الأميركية والحكومية. وطبقا للمتحدث الرسمي باسم الوزارة فإن عصائب أهل الحق باتت ضمن المجاميع المسلحة المحظور التفاوض معها بشكل نهائي، بسبب قيامها بعمليات «إرهابية» استهدفت المواطنين والقوات الأمنية العراقية.

يُذكر أن زعيم الجماعة، قيس الخزعلي، يقيم في إيران، واتهمت هذه الجماعة من الجانب العراقي والأميركي بالوقوف وراء الكثير من العمليات المسلحة، في الوقت الذي تبنت فيه الجماعة، عبر مواقع إلكترونية متشددة، عمليات مسلحة استهدف فيها القوات الأميركية في مناطق جنوب العراق.