أذربيجان تدرس المقترحات الروسية لحل نزاعها مع أرمينيا

على وقع تهديدات باكو باستخدام القوة لاستعادة أراضيها

TT

أعلنت أذربيجان، رسميا، أنها تعكف على دراسة ما قدمته روسيا من مقترحات حول سبل تسوية النزاع القائم مع أرمينيا حول مقاطعة قره باغ التي أعلنت استقلالها من جانب واحد عن أذربيجان منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي. وقال المار محمد ياروف، وزير خارجية أذربيجان، إن بلاده بصدد دراسة المقترحات التي حملها سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، خلال زيارته الأخيرة إلى أذربيجان أول من أمس. وأشار إلى أنه من المنتظر أن تعلن باكو ردها خلال الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأذربيجاني إلى موسكو في 17 يوليو (تموز) الحالي تلبية لدعوة نظيره الروسي.

ونقلت المصادر الرسمية عن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قوله إنه يأمل في التوصل إلى حل سريع للأزمة القائمة من أجل استعادة سيادة أذربيجان على كل أراضيها. وأعرب علييف عن ارتياحه إزاء ما يصدر عن الوسطاء على مستوى القمة من تصريحات تقول بعدم جواز فرض الأمر الواقع القائم الآن وضرورة تغيير هذه الأوضاع، مما يعني جلاء القوات الأرمينية عن الأراضي الأذربيجانية، مؤكدا أن كل ما تريده بلاده هو استعادة أراضيها المعترف بها من جانب كل بلدان العالم. كانت موسكو قد طرحت اقتراحاتها حول التسوية السلمية في أعقاب عدد من التصريحات التي صدرت عن باكو حول أنها لا تستبعد خيار استخدام القوة للتوصل إلى حل يكفل إعادة الأراضي الأذربيجانية التي استولت عليها أرمينيا نتيجة النزاع المسلح الذي نشب حول قره باغ بين الدولتين في مطلع تسعينات القرن الماضي.

وعلى الرغم من كل محاولات موسكو للوساطة بين الجانبين، لم يستطع الجانبان التوصل إلى الحل المنشود، بما في ذلك لقاء القمة الذي جرى في قازان، عاصمة تتارستان، تحت رعاية روسية في يونيو (حزيران) الماضي.

من جانبه، أعلن الرئيس الأرميني سيرج سرغسيان أنه سوف يدرس أيضا ما تقدمت به روسيا من اقتراحات حول هذه القضية. كان لافروف قد سلم أيضا نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان نسخة من المقترحات التي حمل مثيلاتها إلى الجانب الأذري يوم الجمعة الماضي. تأتي هذه التطورات والاتصالات على وقع تزايد الميول والتصريحات حول ضرورة اللجوء إلى القوة لتحرير أراضي أذربيجان ما دامت المفاوضات لا تأتي بنتيجة وذلك بعد فشل جولة مباحثات قازان تحت رعاية روسية. في هذا الإطار، نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مبارز أحمد أوغلو، رئيس مركز الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة في باكو، قوله إن لقاء قازان كشف عن نفاد الإمكانات السياسية كلها، وهو ما يعني أن أذربيجان صارت مدعوة إلى استخدام ما تملكه من قدرات عسكرية لحل قضية قره باغ.

وأشار أحمد أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده في باكو، إلى أن ما تملكه باكو من معدات عسكرية حديثة، ومنها المنظومات الصاروخية والطائرات من دون طيار، والذي كشفت عنه خلال العرض العسكري الذي جرى في العاصمة الأذربيجانية في 26 يونيو الماضي، يسمح لها بتغيير موازين القوى.

وتساءل عن ذلك الذي يمكن أن يعارض تحرير أرض الوطن، لا سيما أن الحرب توقفت بين الجانبين عام 1994 وأن أرمينيا لم تكتفِ باحتلال أراضي قره باغ، بل واحتلت أيضا أراضي 7 مقاطعات أذربيجانية، مما أسفر عن تشرد ونزوح ما يقرب من مليون مواطن من سكان هذه الأراضي. وأشار إلى 4 من قرارات مجلس الأمن التي تنص على مطالبة أرمينيا بالجلاء عن هذه الأراضي دون نتيجة تذكر. وأدان أحمد أوغلو الخلط المتعمد بين حق السيادة على أرض الوطن وحق تقرير المصير.