ارتفاع حصيلة ضحايا الطائرة المحطمة في الكونغو إلى 74 قتيلا

العاصفة الجوية السبب الأرجح وراء الكارثة

TT

ارتفعت حصيلة حادث تحطم الطائرة التابعة لشركة كونغولية خاصة في كيسنغاني، شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى 74 قتيلا بعد العثور على 28 جثة أخرى بين الأنقاض. فقد صرح ماريو ريال شوتشا، الأمين العام للصليب الأحمر الكونغولي، صباح أمس، بأن «هناك 74 جثة في مشرحة المستشفى العام في كيسنغاني، منها 28 جلبت صباح السبت». كانت حصيلة مؤقتة أعلنتها شركة «هيوا بورا إيروايز» المالكة للطائرة، مساء أول من أمس، قد أفادت بمصرع 46 شخصا. وأعلن المفتش الطبي في الإقليم الشرقي الذي تعتبر كيسنغاني كبرى مدنه، الطبيب جان مارك مامبيني، أن نحو 40 جريحا كانوا لا يزالون صباح أمس في عدة مراكز صحية من المدينة.

وتحطمت طائرة «هيوا بورا إيروايز» من طراز «بوينغ 727» التي كانت تقل 118 شخصا في غابة تقع على بعد 300 متر في امتداد المدرج خلال هبوطها، الجمعة، قرابة الساعة الثالثة عصرا، بينما كانت أمطار غزيرة تهطل على المنطقة، واشتعلت فيها النيران. وكانت تقوم برحلة بين كينشاسا وكيسنغاني وغوما (شرق). وقال مدير الشركة، ستافروس بابايوانو: إن الطائرة كانت تقل «112 راكبا ومضيفتين وميكانيكيا واحدا و3 طيارين»، مضيفا أن «أفراد الطاقم توفوا باستثناء المضيفتين، وهما جريحتان». وعملت فرق الصليب الأحمر، في ظروف صعبة، لنقل الجرحى وانتشال الجثث من هيكل الطائرة. وشاركت منظمة «أطباء بلا حدود»، أيضا، في عملية الإغاثة. وتعطل نشاط المطار الذي يبعد 18 كم عن المدينة خلال نحو ساعة بعد الحادث.

ولم تتبين بعدُ أسباب الحادث، لكن بابايوانو رجح أن يكون الطيارون قد «وقعوا في عاصفة قوية وحاولوا الهبوط، خصوصا أن طائرتين تمكنتا من ذلك قبله بقليل» في ظروف جوية مماثلة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ونفى بابايوانو حصيلة الـ127 قتيلا التي أعلنتها وزارة النقل، الجمعة، لبعض وسائل الإعلام، وقال: «إن هذا سخيف، إن الطائرة لا تتسع إلا لـ114 مقعدا، إضافة إلى الطاقم».

ويعود آخر حادث تحطم طائرة تابعة لهذه الشركة إلى 15 أبريل (نيسان) 2008، حين قتل نحو 50 شخصا في تحطم طائرة من طراز «دي سي 9» بعد إقلاعها بقليل من مطار غوما وسقوطها على حي شعبي في هذه المدينة الواقعة في إقليم شمال كيفو. وتكثر حوادث تحطم الطائرات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد أدرجت كل الشركات الجوية في البلاد - وعددها خمسون - على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي التي تمنعها من دخول مجاله الجوي. وغالبا ما يتسبب في الحوادث سوء صيانة الطائرات المتقادمة في معظم الأحيان واكتظاظها، لا سيما أن الأمر يتعلق خصوصا بطائرات نقل بضائع لا تخضع للمراقبة، وعدم احترام قواعد الأمن وسوء الأحوال الجوية.

وفي بداية أبريل الماضي في كينشاسا أخطأت طائرة تابعة للأمم المتحدة في الهبوط بينما كانت الأحوال الجوية سيئة فتحطمت، مما أسفر عن مصرع 32 شخصا، ونجا شخص واحد فقط. وكان ذلك أول حادث طائرة تابعة للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) منذ بداية البعثة سنة 1999 والتي تجوب يوميا أجواء جمهورية الكونغو الديمقراطية، ذلك البلد الشاسع الذي تبلغ مساحته 5 أضعاف مساحة فرنسا.