السوريون يهتفون أمام الجامعة العربية في القاهرة: الشعب يريد إسقاط بشار

اعتلوا منصة بميدان التحرير يوم «جمعة الثورة أولا» بالقاهرة

TT

وسط ميدان التحرير، قبالة مبنى جامعة الدول العربية بقلب العاصمة المصرية القاهرة، بدا المشهد لافتا يوم أول من أمس، في جمعة «الثورة أولا»، فعلى واحدة من المنصات الأربع التي أقيمت في الميدان، ارتفعت الأعلام السورية إلى جانب المصرية، ولفترة تزيد عن الساعة اعتلى مواطنون سوريون المنصة ورددوا هتافات تندد بنظام الرئيس بشار الأسد، وألقوا كلمات شرحوا فيها ممارسات قوى الأمن السوري، قالوا إن آخرها كان ذبح المطرب إبراهيم قاشوش الملقب بمطرب الثورة، واقتلاع حنجرته؛ بسبب أدائه لأغان تنتقد نظام بشار.

«يا بشار يا بشار بكرة تحصل الطيار (في إشارة للرئيس المصري السابق حسني مبارك)»، «الشعب يريد إسقاط بشار».. هتافات رددها المواطن السوري، مازن الجبلي، من فوق المنصة المواجهة لمبنى جامعة الدول العربية، ليرددها خلفه آلاف المصريين والسوريين الذين حضروا إلى ميدان التحرير.

قال مازن لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أقيم في القاهرة منذ 5 سنوات بعد زواجي من مصرية، ولكن ما يحدث من نظام بشار الأسد في سوريا يمسني بشكل مباشر؛ لأن أهلي وعائلتي وأصدقائي ما زالوا هناك». ويضيف: «عندما قامت الثورتان التونسية والمصرية استبشرت خيرا لتغيير النظام في بلادي، وبالفعل بدأت المظاهرات المنادية بسقوط النظام في 15 مارس (آذار)، إلا أن النظام قمعها بوحشية». وتابع بقوله: «جئت اليوم لميدان التحرير؛ لأمثل بلدي في ميدان التحرير الذي أصبح قبلة لكل الشعوب العربية الساعية للتحرر من قبضة الأنظمة الديكتاتورية، واخترت أن أعبر عن رأيي من على المنصة المواجهة لمبنى جامعة الدول العربية التي بات دورها باهتا، وأصبحت مجرد كيان متهالك لا يجد ما يفعله سوى دفن رأسه في الرمال».

أما إبراهيم شلش، فهو تاجر سوري يعمل في تجارة الياميش بين مصر وسوريا، وأتى إلى القاهرة لتسويق بضاعته قبل حلول شهر رمضان، فقال لـ«الشرق الأوسط» إنه من محافظة حلب، وإنه شارك قبل مجيئه إلى مصر في المظاهرات ضد النظام السوري، وأضاف: «عندما أتيت إلى القاهرة وجدتها فرصة مناسبة للتعبير عن رفضنا لما يفعله النظام السوري في أهلنا في سوريا». وتابع يقول: «مصر على مر تاريخها هي أم الثورات العربية، فبعد ثورة يوليو (تموز) 1952 اندلعت ثورات التحرير في الدول العربية كلها، ويبدو أن الأمر سيتكرر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)». وأشار إلى أن «النظام السوري لم يشعر بخطر بعد ثورة تونس، لكنه اهتز بشدة بعد الثورة المصرية؛ لإدراكه مدى حب السوريين لمصر، بالإضافة إلى تشابه نظامي الحكم في البلدين، سواء في الظلم أو التوريث».

أما إبراهيم أسعد، فهو مواطن مصري ردد في ميدان التحرير الهتافات المطالبة بسقوط النظام السوري، وأعرب لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن النظام السوري لا يختلف عن نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وقال إبراهيم «مصر دائما لا تتخلى عن أشقائها العرب، ويجب علينا تقديم كل الدعم والمساندة للثورات في سوريا واليمن وأي دولة أخرى ترغب في التخلص من حاكمها الظالم، والهتاف من ميدان التحرير بسقوط النظام السوري هو أضعف الإيمان».