الصحافة العالمية تبحث في ما بعد الاحتفالات بقيام الدولة الجديدة

جنوب السودان.. تحديات وأخطار رغم مظاهر الفرح

TT

في حين سلط كل العالم ووسائل الإعلام الضوء على قيام دولة جنوب السودان التي أعلن عنها رسميا جيمس واني إيغا، رئيس البرلمان، لتصبح أحدث دولة في العالم بعد 6 أشهر من استفتاء على ذلك بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى عقودا من حرب أهلية، وتم نقل الاحتفالات بها، ركزت «الإندبندنت» من خلال مقال لمراسلها، دانييل هاودن، على واقع سكان الحدود الجديدة، حيث وصف من يعيشون على جبال النوبة بأنهم يمرون بكابوس حقيقي، وتم قطع الطرق بين العالم الخارجي والسكان الذي قال المراسل إنهم يتعرضون لحملة من القصف المتواصل لإجبارهم على ترك منازلهم والرحيل. ونقل المراسل عن عمر عامون، وهو نائب نوبي من المعارضة السودانية، أنه يتم قصف المدنيين والمساكن وليس الجيش. كما تحدثت الصحيفة بشكل موسع عن تاريخ الحرب الأهلية في السودان والمشكلات الحدودية، وأشارت إلى أنه حتى وبعد الانقسام فإن الاستقرار مهدد.

أما صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت مقالا عنونته بـ«يوم استقلال السودان: ليس مجرد حدث بل عملية محفوفة بالمخاطر»، وتحدثت فيه عن أهمية هذا اليوم في تاريخ الشعب السوداني الذي لم يكن ليصدق أنه سيأتي. واستعرضت الصحيفة تاريخ الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب التي بدأت منذ 1950. كما اعتبرت «الغارديان» أن الدولة الجديدة من المفروض أنها تستمتع بفرص ذهبية، فيمكن أن تكون المزود الأساسي بالقمح واللحوم لجيرانها مثل إثيوبيا وكينيا، كما أنها وإلى جانب الثروات الفلاحية تتمتع بمخزون نفطي هائل، إلى جانب مخزونها من الذهب والمعادن، واعتبرت الصحيفة أن السؤال الموجه الآن للمجتمع الدولي هو كيف يمكن مساعدة هذه الدولة الجديدة للتطور.

وحسب صحيفة «التايمز» فإنه باحتفال أبناء جنوب السودان بالإعلان الرسمي عن استقلال بلدهم وإقامة دولة خاصة بهم يصبح عدد دول القارة الأفريقية 55 دولة، وعدد دول العالم 193 دولة. كما سلطت الصحيفة الضوء على المصاعب التي ستواجه دولة السودان الجنوبي بعد مخاض عسير وحروب ونزوح، وملايين القتلى.

وتقول الصحيفة إن عددا من أشد الأمراض فتكا مستوطنة في جنوب السودان ومعدلات اللقاح هي الأدنى عالميا، ونصف سكان الدولة لا تصلهم المياه الصالحة للشرب، بينما يعاني ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 9 ملايين من المجاعة. كما تحدثت الصحيفة عن أن معدلات وفيات الأمهات خلال الولادة في الدولة الفتية هي الأعلى عالميا، وأن واحدا من كل 7 أطفال يموت عند الولادة، وواحدا من بين كل 10 أطفال ينهي مرحلة التعليم الابتدائي.

الـ«واشنطن بوست» عنونت مقالها عن الحدث بـ«علم جديد يرفع: جنوب السودان تحتفل بولادتها»، ونقلت فعاليات يوم الاحتفال وتحدثت عن الحضور الدولي المكثف إلى درجة أن حكومة الجنوب قالت إنها لم تحضر عددا كافيا من المقاعد للضيوف الذين لم تتوقع حضورهم بهذا العدد. وفي تعليقها على حضور الرئيس البشير قالت الـ«واشنطن بوست» إنه لا يتمتع بأي شعبية في الجنوب، وتحدثت عن أهم الحضور وهم: بان كي مون، وسوزان رايس، ممثلية من الصين وممثليات عن مجموعة كبيرة من الدول الأجنبية. وبينت الصحيفة أن وراء الابتسامات ومظاهر الاحتفال يختفي الكثير من التحديات والمخاطر التي تنتظر هذه الدولة الجديدة.

صحيفة «لوموند» الفرنسية أشارت إلى أنه رغم إسراع حكومة الشمال للاعتراف بالحكومة الجديدة قبل غيرها، فإن هذا لا ينفي وجود خلافات قائمة بين البلدين، خصوصا أن المسائل العالقة، التي لم تتوصل فيها الدولتان إلى حلول، كبيرة، وتحدثت الصحيفة أيضا عن الاحتفالات الكبيرة، واصفة مظاهرها في شوارع جوبا.