واشنطن تستدعي السفير السوري لسؤاله عن تصوير موظفي السفارة السورية لمتظاهرين

الخارجية الأميركية: أصبنا بخيبة أمل من رد دمشق على زيارة سفيرنا لحماه

TT

استدعت الولايات المتحدة السفير السوري في واشنطن، بعد ورود تقارير عن قيام موظفين في السفارة السورية في واشنطن بتصوير متظاهرين في الولايات المتحدة ضد القمع في سوريا، على ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس.

وأشار بيان الخارجية الأميركية إلى أن السفير السوري عماد مصطفى استدعي الأربعاء من جانب مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أعرب له عن «قلق» الولايات المتحدة بعد «معرفتها بأن أعضاء في السفارة السورية التقطوا صورا وتسجيلات مصورة لأشخاص شاركوا في مظاهرات سلمية في الولايات المتحدة».

وكانت بريطانيا قد استدعت السفر السوري في لندن سامي خيامي نهاية الشهر الماضي، على خلفية حادث شبيه، وحذرته من ترهيب سفارته لسوريين في بريطانيا، بعد أن كانت تقارير صحافية قد تحدثت عن تهديد موظفين في السفارة السورية بلندن لناشطين سوريين في البلاد.

ويأتي استدعاء السفير السوري في واشنطن في وقت يزداد فيه التدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا منذ انطلاق القمع الدامي للاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد. وأضافت الخارجية الأميركية أن «الحكومة الأميركية تأخذ على محمل الجد المعلومات التي تفيد بسعي حكومات أجنبية للتهويل على أشخاص يمارسون على الأرض الأميركية حقهم في التعبير بحرية الذي يكفله الدستور الأميركي».

وجاء ذلك في وقت حضت فيه السلطات الأميركية المصارف الخاضعة لأحكامها على إبداء مزيد من الحذر حيال حركة الأموال المحولة من سوريا وبصورة عامة من الخارج. وكانت واشنطن قد جمدت في مايو (أيار) الأرصدة المحتمل وجودها في المصارف الأميركية لعدد من المسؤولين والهيئات العسكرية أو السياسية للنظام في دمشق وفي مقدمهم الرئيس بشار الأسد.

وبعد يوم من اتهام دمشق لواشنطن بلعب دور في الاحتجاجات وتحريض السوريين على التظاهر، إثر توجه السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد إلى حماه، ردت الخارجية الأميركية أمس على الانتقادات السورية، ورفضت الاتهامات التي وجهت إليها. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «بصراحة، نحن أصبنا بخيبة أمل بسبب ردود فعل الحكومة السورية، لأن سفارتنا في دمشق كانت قد أبلغت مقدما الحكومة السورية، عن طريق وزارة الدفاع، بخططنا للذهاب إلى حماه. وأيضا، كان على السفير أن يمر عبر حاجز عسكري للحكومة السورية، وسمح لهم بالمرور». وأضافت «لهذا، ليس هناك أي معنى للقول إن هذا كان مفاجئا للحكومة السورية، أو يشكل انتهاكا لإرادتها». وقالت «ما نود أن نقوله مرة أخرى للحكومة السورية، بصراحة، أنها حقا في حاجة إلى تركيز اهتمامها على ما يقوله مواطنوها، بدلا من تضييع وقتها في نقد السفير فورد».

وفي شرح لما حدث، قالت نولاند إن السفير قضى ليلة أول من أمس في حماه، وعندما وصلت سيارته إلى قلب المدنية «أحاطت بالسيارة في الحال مظاهرات ودية وضعت زهورا على الزجاج الأمامي، ووضعت أغصان الزيتون على السيارة، وكان المتظاهرون يرددون (يسقط النظام)، وكان مشهد رائعا. وكان أمام السفير، في تلك اللحظة، خياران: أولا، إذا خرج من السيارة، سيصبح (القصة).. ثانيا، عدم البقاء بعد منتصف النهار لأن هدفه (إظهار الدعم للسوريين ولحقوقهم الديمقراطية)». وأضافت أنه لهذا «قرر ألا يبقى بعد الواحدة والنصف، وترك المكان والصلاة لا تزال مستمرة وقبل بداية المظاهرات، وعاد إلى دمشق».

وقبل ذلك، وجد فرصة للتحدث مع «الكثير من المواطنين العاديين»، مثل أصحاب المتاجر، والناس في الشوارع والشباب. وعندما غادرت سيارته حماه، اصطحبته مجموعة من الشبان المؤيدين على دراجات نارية «حتى لا تواجهه أي مشكلة أمنية». وقالت نولاند إن السفير الأميركي لم يكن السفير الأجنبي الوحيد في حماه أول من أمس «لأن سفير فرنسا أيضا ذهب إلى حماه، لكن، لم يكن ذلك بتنسيق بينهما»، مشيرة إلى أنهما التقيا في حماه مساء أول من أمس، وأن الفرنسي والأميركي اتفقا على أن تلك كانت فرصة مناسبة «للوقوف مع حق الشعب السوري في الاحتجاج السلمي والمطالبة بالتغيير».

وعن سبب إبلاغ وزارة الدفاع السورية، لا وزارة الخارجية، بالزيارة، قالت نولاند إن «الوضع الأمني استوجب إبلاغ العسكريين، بالإضافة إلى أن الملحق العسكري الأميركي كان مع السفير». وقالت إن السفير السوري في واشنطن «يتجول في حرية داخل الولايات المتحدة».