أصوليون يتعهدون بتطبيق الشريعة في بريطانيا

وزعوا ملصقات في لندن تحمل عبارات «لا للقمار» «لا للموسيقى والحفلات» و«لا للعري»

TT

تعهد أصوليون متشددون بمنع تناول الخمور والاختلاط بين الجنسين في مناطق جديدة ستفرض بها الشريعة عبر أرجاء المملكة المتحدة. وتبعا لهذه الخطة، سيجري نشر أعداد هائلة من ملصقات تحمل عبارات «لا للقمار» «لا للموسيقى والحفلات» و«لا للعري أو الدعارة» و«لا للمخدرات والتدخين».

وتعلن الملصقات أنه «احترس أنت تدخل لمنطقة تحكمها الشريعة - القواعد الإسلامية تفرض هنا».

ومن المقرر أن يطلق أصوليون هذه المناطق في والتهام فورست التابعة لمجلس بلدية لندن في وقت لاحق من الشهر.

كما يدعي القادة الأصوليون أن الالتزام بقواعد الشريعة سيجري مراقبته من قبل الآلاف من «شرطة الشريعة» في الشوارع.

ودعا المحامي أنجم تشودري، أمين حركتي «المهاجرون» و«الغرباء» السابق في بريطانيا إلى تنفيذ هذه الخطة كبديل للمحاولات الحكومية لمكافحة التطرف العنيف تبعا لاستراتيجية «المنع». وقال شودري في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس «إن هناك 52 منطقة في بريطانيا في قانون مكافحة الإرهاب البريطاني وصفت بأنها بؤر للمتطرفين، ولكننا سنزور هذه المناطق، في ضواحي برمنغهام ومانشستر». وأضاف: نحن كإسلاميين لنا موقف واضح من الاختلاط بين الجنسين وتناول المخدرات والقمار والدعارة والحفلات الموسيقية التي يختلط فيها الحابل بالنابل، وكذلك لنا موقف واضح من الديمقراطية التي نعتبرها «كفرا». وقال «إن شرطة الشريعة سيكون فيها آخرون لا ينتمون إلى التيار الأصولي».

وحذر الأمين العام السابق لجماعة «المهاجرون» و«الغرباء» و«إسلام من أجل المملكة المتحدة»، من أن «استراتيجية مكافحة الإرهاب التي أقرتها تيريزا ماي وزيرة الداخلية البريطانية سيجري التصدي لها خلال الأسبوعين القادمين بداية من والتهام فورست، حيث ستبدأ حملة وضع ملصقات المناطق التي تحكمها الشريعة».

وأضاف «هذا يعني أن هذه المنطقة لن يتساهل المجتمع المسلم فيها مع المخدرات أو الكحوليات أو العري أو المقامرة أو الربا أو الاختلاط الحر بين الرجال والنساء، وهي ثمار الحضارة الغربية».

وقال «تلك ستكون حملة مكثفة للغاية لنشر الملصقات للمجتمعين المسلم وغير المسلم تتعلق بما تعنيه الشريعة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا».

واستطرد موضحا أن «مسيرة ستستهدف والتهام فورست، بما في ذلك والثامستو وليتون. وسندير المنطقة باعتبارها منطقة تخضع للشريعة ولنغرس بذور إمارة إسلامية على المدى الطويل. نرغب في خلق منطقة يمكن للمسلمين العيش فيها معا، وإجراء تعاملات معا والتفاعل فيما بينهم بدلا من التفاعل مع المجتمع الأوسع». وأضاف المحامي السابق «هناك 25 منطقة بمختلف أرجاء البلاد صنفتها الحكومة باعتبارها تعاني من مشكلة التطرف العنيف. سنتوجه لذات هذه المناطق حيث سنطبق مناطقنا التي ترفض أحكام الشريعة. هذا هو السبيل الأمثل للتعامل مع تناول الخمور والدعارة ونمط حياة البلطجة الموجود في مدن بريطانية. إننا نعيش بين غير مسلمين، لكن يجب أن نميز أنفسنا عنهم».

وفي مايو (أيار)، أعلن تشودري عن خطط لتشكيل فرق «الملائكة الحارسين» الإسلامية للمساعدة في تطبيق الشريعة بمختلف أرجاء المملكة المتحدة، لكنه بدل رأيه لاحقا ورأى «شرطة الشريعة» ستضطلع بدور أفضل في حفظ النظام داخل المناطق المسلمة عن أفراد الشرطة التقليدية. وقال تشودري «الآن، لدينا المئات، بل ربما الآلاف في طول البلاد وعرضها على استعداد للخروج إلى الشوارع وتنفيذ دوريات في الشوارع لحسابنا وطبع ما بين 10.000 و50.000 ملصق استعدادا لتوزيعها».

إلى ذلك، قال الداعية عمر بكري فستق مؤسس حركتي «المهاجرون» و«الغرباء» اللتين حلتا نفسيهما قبل أن يغادر بريطانيا إلى طرابلس في لبنان بعد هجمات لندن 2005 لـ «الشرق الأوسط» «المسلم الحق مطالب بتطبيق ما يستطيعه من الشريعة في جميع شؤون حياته وأن يعمل إلى دعوة المجتمع الذي يعيش فيه إلى توحيد الله وتطبيق الشريعة الإسلامية بوصفها الشريعة الربانية الوحيدة الصالحة لكل زمان ومكان وفيها العلاج الرباني لكل مشاكل الإنسان والإنسانية». وأضاف بكري الذي قدم نفسه كـ«خبير في شؤون الحركات الإسلامية رئيس تيار نهج السلف في لبنان وعضو اللجنة الشرعية» «تطبيق المقدور من الشريعة الإسلامية بين المسلمين في أوروبا هو ضرب من ضروب الدعوة إلى الله بالطرق العملية». وأوضح بكري «لا شك أن ظاهرة الالتزام بالإسلام واعتناقه في الغرب عامة وفي بريطانيا خاصة خير شاهد على أن الإسلام من أكثر الشرائع والمبادئ انتشارا في الغرب».