مظاهرات في اللاذقية وحماه وحمص رفضا للحوار مع النظام

تعيين طبيب بعثي معتدل محافظا جديدا لحماه

TT

مع انطلاق أعمال اللقاء، خرج آلاف السوريين في مظاهرات رافضة للحوار، في ظل استمرار أعمال العنف، داعين لإسقاط النظام. وخرجت المسيرات الحاشدة في حي الرمل في اللاذقية، وفي كل من حماه وشوارع حمص، وقد رفع المتظاهرون أعلاما سورية عملاقة ولافتات طالبت الأسد بسحب العناصر المسلحة من الشوارع قبل الدعوة لأي حوار.

وتزامنا مع «اللقاء التشاوري»، أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، مرسوما يقضي بتعيين أنس عبد الرزاق ناعم محافظا لمحافظة حماه، الذي يشغل منصب رئيس فرع حزب البعث العربي الاشتراكي (الحزب الحاكم) في المدينة نفسها. وعرف عنه توافقه مع المحافظ السابق حول اعتماد الحل التفاوضي والسياسي لمعالجة الأزمة في مدينة حماه، واعتداله حيال الانتفاضة الشعبية في حماه.

واعتبرت مصادر متابعة في مدينة حماه تعيين شخصية معتدلة ومن أبناء مدينة حماه محافظا «حلا وسطا»؛ بحيث لا يبدو النظام أنه تراجع عن إقالة المحافظ السابق، وفي الوقت ذاته يعد المحافظ الجديد شخصية معتدلة. وقد عرف سابقا وخلال الأزمة توافقه مع المحافظ، كما كان له مواقف إيجابية حيال أكثر من حدث شهدته المدينة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لا سيما من جهة الاعتراف بأن الحل الأمني تسبب بمجزرة في حماه يوم 3 يونيو (حزيران) الماضي؛ حيث سقط نحو 80 شهيدا، وأكثر من 500 جريح.

ويشار إلى أن أنس عبد الرزاق الناعم من أبناء حماه، وهو طبيب صدرية مشهور في المدينة، وحاصل على شهادة دراسات عليا في الأمراض الداخلية من كلية الطب بجامعة دمشق، وشهادة تخصص في الأمراض الصدرية، ودبلوم جامعي في علم الصادات الحيوية، ودبلوم جامعي في أمراض النوم من جامعة جوزيف فورييه، غرينوبل، في فرنسا. وشغل ناعم منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في محافظة حماه، وهو أستاذ الأمراض الداخلية والصدرية في كلية الطب بجامعة البعث، ورئيس فرع نقابة الأطباء بحماه، ورئيس آلية التنسيق الوطنية في سوريا.

ويأتي تعيين أنس عبد الرزاق ناعم خلفا لأحمد عبد العزيز، الذي أعفي مؤخرا من مهمته محافظا لمحافظة حماة. بعد نحو خمسة أسابيع شهدت فيها المدينة أضخم مظاهرات عرفتها البلاد، وأكثرها انضباطا وتنظيما، بحيث أعطت نموذجا فند روايات النظام عن وجود تنظيمات مسلحة ومخربين بين المتظاهرين، فالمظاهرات التي خرجت على مدى خمسة أسابيع، وقبل إقالة المحافظ السابق، لم يُرَق فيها ولا قطرة دم واحدة، ولم تسجل أي حادثة تخريب أو فوضى، الأمر الذي دفع النظام للعودة إلى الحل الأمني وإقالة المحافظ، وإرسال الجيش لمحاصرة المدينة.