المؤتمر التشاوري للحوار الوطني مادة دسمة لناشطي صفحة الثورة السورية عبر «فيس بوك»

وصفوه بـ«المهزلة» واعتبروه بمثابة مسعى من قبل النظام لكسب الوقت

TT

فور إطلاق عمل اللقاء التشاوري للحوار الوطني من قبل النظام السوري، انكب الناشطون السوريون عبر صفحات «فيس بوك» لمواكبة الحدث بتعليقاتهم ومواقفهم والأخبار المتصلة بالملف. وعلى الرغم من أن تغطية المظاهرات التي واكبت أعمال المؤتمر حظيت بالاهتمام الأول لهؤلاء، فإن التعليقات الحوار الذي غاب عنه الفريق الأساسي، أي فريق المعارضة السورية، توالت على مدار ساعات أمس دون كلل أو ملل.

وفي هذا الإطار، رأى القيمون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» أن ثورتهم «هي التي أجبرت النظام على التنازل»، معتبرين أن «المؤتمر التشاوري ليس إلا محاولة دعائية من قبل نظام الأسد تحت عنوان تلقف مطالب الشعب وهو دليل على تنازلات يقدمها النظام تحت ضغط الثورة المباركة». وأضافوا «من كان يحلم بأن تحصل مثل هذه اللقاءات في سوريا وأن يتم نقلها عبر التلفزيون السوري قبل بضعة أشهر؟ ثورتنا هي التي تصنع المستقبل وتتحكم بالأجندة المستقبلية لسوريا».

وتساءل الناشطون في إطار تعليقاتهم: «البعض يطالب بالإصلاح تحت سقف النظام، ويريد دولة قانون تحت سقف النظام، وإلغاء للمؤسسات الأمنية تحت سقف النظام، ومحاربة الفساد تحت سقف النظام، أي أنهم يريدون من النظام الذي مارس القتل والقمع على مدار أربعة عقود، أن يتحول إلى ممارسة الديمقراطية ويتحول القتلة إلى ممارسة حقوق الإنسان، فبأي منطق يمكن أن يحصل هذا الأمر؟». ودعا أحد الناشطين لأن يكون رد الشعب على أي حوار مخضب بالدم بإسقاط النظام. وقال: «لا عودة إلى الوراء. نحن قد دفعنا ثمن الحرية مسبقا ونعد كل قاتل وكل خائن لدماء الشهداء بأن الشعب لا ينسى ولن ينسى».

وبينما تخطى عدد المنتسبين للصفحة الرسمية للثورة الـ229 ألفا، أجمع هؤلاء على أنه «لا عودة للحوار وأن الهدف الأساسي للثوار هو إسقاط النظام». وقال زكي مبشر: «ما دام النظام يكرر ويعيد مقولة إن المشكلة السورية تكمن في مؤامرة خارجية بغض النظر عن تحديده لها فأي حوار سيكون مصيره الفشل لأننا نعلم تماما أن الهدف من هذه الحوارات كسب الوقت الثمين ظنا بأن عزيمة الثوار والثورة ستتلاشى».

وتوجه نصر ناصر للنظام بالقول: «على الأقل قبل بدء أي حوار يجب وضع بعض النقاط على الحروف وإظهار بعض حسن النية من خلال إطلاق سراح الموقوفين السياسيين وسجناء الرأي وليس سجناء المخدرات والسرقة والسلب ثم سحب قوات الجيش والأمن من المدن، عندها يبدأ الحوار بكيفية انتقال السلطة من اللاشرعية إلى الشرعية ولن ننسى محاسبة القتلة».

وقد نشطت التعليقات كذلك على صفحة «مليون توقيع للإطاحة ببشار الأسد»، والتي يسعى من خلالها الناشطون عبر «فيس بوك» لجمع مليون مؤيد لإسقاط النظام، وقد وصل عدد المنتسبين حتى الساعة لحدود الـ17 ألفا. وقد شبه هؤلاء اللقاء التشاوري بالمسلسل السوري الشهير «باب الحارة - الجزء السادس» وانتقدوا طريقة إدارة الوزير الشرع للمؤتمر الذي اعتبروه بمثابة «مهزلة لن تمر على أحد».