اليمن: تعديلات على المبادرة الخليجية وواشنطن تحث صالح على التوقيع عليها

النهاري: الرئيس سيعود وشرعيته الدستورية لم تعد محل نقاش.. وسيبقى إلى 2013

صورة بثها التلفزيون اليمني للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء لقائه مبعوث الرئيس الأمريكي أوباما أمس
TT

استقبل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس الأحد، في الجناح الملكي الخاص بالمستشفى العسكري في العاصمة السعودية الرياض، مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، جون برينان. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المسؤول الأميركي نقل لصالح رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما تضمنت «سعادته لتحسن صحة رئيس الجمهورية».. مدينا في الوقت نفسه «ذلك الحادث الذي استهدف الرئيس». وذكرت الوكالة أن أوباما «أكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن واستعداده لمساعدة اليمن في المجالات الاقتصادية والتنموية، وكذا جهود اليمن في مكافحة الإرهاب، متمنيا لبلادنا تجاوز الأزمة الراهنة، بما يحافظ على وحدتها وأمنها واستقرارها».

من جانبه، حمَّل صالح مساعد الرئيس الأميركي رسالة إلى الرئيس باراك أوباما شكره فيها على دعم الولايات المتحدة الأميركية لوحدة وأمن واستقرار اليمن، مؤكدا أن اليمن بحاجة إلى الدعم والمساندة في الجانب الاقتصادي والتنموي، وذلك للحد من الفقر والبطالة اللذين يمثلان بيئة خصبة لتفشي مظاهر الإرهاب، بحسب «سبأ». وظهر صالح، خلال اللقاء، مرتديا بدلة، وهو في كامل صحته، ويحرك يديه، ويجلس على كرسي، ويتحرك بحرية كاملة، باستثناء الحروق التي في وجهه، على عكس الحالة التي ظهر فيها للمرة الأولى الخميس الماضي؛ حيث لم يحرك أيا من أطرافه. وقد أكد البيت الأبيض أن جون برينان، مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، قد التقى، الأحد، الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في أحد مستشفيات الرياض ودعاه إلى التوقيع على اتفاق لنقل السلطة في أسرع وقت ممكن كما جاء في بيان صادر الأحد. وأوضح البيان أن «الولايات المتحدة ترى أن العملية الانتقالية في اليمن يجب أن تبدأ على الفور حتى يتمكن الشعب اليمني من تحقيق طموحاته»، مؤكدا بذلك عقد هذا اللقاء الذي عرض التلفزيون اليمني لقطات له. وفي موضوع ذي علاقة أفادت تقارير إخبارية نشرت الأحد بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي يتلقى العلاج في أحد مستشفيات السعودية، يعتزم العودة إلى بلاده في 17 من يوليو (تموز) الحالي للاحتفال بمرور 33 عاما على توليه السلطة. وقال مسؤول بارز بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، رفض الكشف عن اسمه، إن صالح يعتزم العودة إلى اليمن لتوجيه رسالة مفادها أنه لا يزال الرئيس الشرعي لليمن حتى سبتمبر (أيلول) 2013. وأوضح المصدر أن صالح سيستكمل عملية تعافيه في العاصمة صنعاء وأن فريقا طبيا سعوديا سيرافقه. وأشار إلى أن محادثات نقل السلطة لن تبدأ قبل عودة الرئيس اليمني إلى بلاده.

وقال عبد الحفيظ النهاري، رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي العام، في اتصال مع «الشرق الأوسط» في لندن، في تعليق على التقارير التي تحدثت عن عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في 17 يوليو الحالي: «نتمنى ونتوقع أن يعود فخامة الأخ الرئيس في 17 يوليو، بعد أن أصبح أكثر صحة وقدرة على القيام بمسؤولياته الوطنية». وأضاف النهاري: «هذا اليوم هو يوم بالغ الدلالة للشعب اليمني؛ لأنه يمثل اليوم الذي انتقلت فيه اليمن من الشرعية الثورية إلى الشرعية الديمقراطية». وذكر النهاري أن «بقاء الرئيس إلى 2013 دستوري، ولا يتناقض مع المبادرة الخليجية التي ننظر إليها في ضوء ثوابتنا الدستورية والقانونية». وقال: «إن الفترة المتبقية إلى 2013 تكاد تكفي للقيام بمتطلبات التغيير الدستوري وما يتطلبه ذلك من مهام على جميع المستويات للتهيئة للانتخابات المقبلة بعد أن باتت الأطراف الدولية والإقليمية مقتنعة بأن التغيير في اليمن لن يكون إلا عبر المؤسسات الدستورية».. وفيما يخص التعديلات الجديدة على المبادرة الخليجية قال النهاري: «الأفق الذي تشتغل عليه المبادرة لا يناقش شرعية فخامة الأخ الرئيس الدستورية إلى 2013، والنقاش يدور حول تشكيل حكومة وفاق برئاسة المعارضة، وتنهض الحكومة بالإصلاحات الدستورية والقانونية، والسجل الانتخابي والتمهيد لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري في 2013، سواء تزامنت مع انتخابات برلمانية أم لم تتزامن معها». وأشار النهاري إلى أن الأطراف الدولية التي تعمل على هذه التعديلات هي الأطراف المعروفة «دول الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».

على الصعيد الميداني، قتل مدنيان وأصيب عشرة بجروح في قصف قال سكان إن وحدة من الحرس الجمهوري شنته ليل السبت - الأحد على حي سكني في تعز (جنوب غربي اليمن) التي تعتبر أحد معاقل حركة الاحتجاج على الرئيس علي عبد الله صالح. وتضررت مدرسة ومنزلان من ذلك القصف الذي استهدف حي الروضة في شمال ثانية كبريات المدن التي تبعد مسافة 270 كم جنوب غربي صنعاء، كما أضافت المصادر. من جهة أخرى، أفادت مصادر قبلية بأن الجيش قصف، ليلا، مواقع عناصر قبلية مسلحة تدعم حركة الاحتجاج في أرحب على بعد 40 كم شمال صنعاء، لكن المصادر لم تؤكد سقوط ضحايا. وفي الجنوب أفاد مصدر طبي وشهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية بأن 4 أشخاص أصيبوا بجروح بالغة بينهم عنصر في تنظيم القاعدة في اشتباكات مسلحة اندلعت فجر الأحد بين مسلحين قبليين وعناصر تنظيم القاعدة في مدينة مودية محافظة أبين. وأكد المصدر الطبي في مستشفى لودر أن 3 من رجال قبيلة المياسر أصيبوا بطلقات نارية.

وأوضح صالح الميسري أن الاشتباكات اندلعت بين الطرفين بعد قيام مسلحين من قبلية آل وليد باسترجاع سيارة تابعة لنائب مدير أمن أبين وهو من أبناء القبيلة بعد أن استولت عناصر «القاعدة» عليها أثناء سيطرتهم على مدينة زنجبار أواخر مايو (أيار) الماضي.

في السياق ذاته، قال موقع «26 سبتمبر» الحكومي على الإنترنت: إن الاشتباك وقع في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل. كما تحدث سكان بمدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، أيضا، عن اشتباكات في ضاحية دار سعد، عندما هاجم متشددون دورية للجيش، وفي الحسوة عندما أطلقت قوات الأمن النار على مدنيين اثنين أثناء مطاردة من يشتبه أنهم متشددون. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى. وتواصلت المظاهرات المطالبة بـ«الحسم الثوري» في اليمن، وسط حالة من المواقف الرافضة لما سمي التدخل الخارجي في شؤون اليمن، وفي السياق ذاته، دعت أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» إلى الاستنفار. وقال «المشترك»، في بيان صادر عنه: إنه «في تحدٍّ صارخ لإرادة الشعب وتطلعاته وطموحاته، تأبى بقايا فلول النظام إلا الاستمرار في اختطاف السلطة، وارتكاب مزيد من جرائم القتل والتجويع والترويع ضد شعبنا عبر القصف العسكري والاعتقالات والاعتداءات المتنوعة والحصار الاقتصادي بإخفاء المشتقات النفطية وعودة إطفاءات الكهرباء». واتهمت المعارضة قوات الحرس الجمهوري بالاستمرار في «ترويع النساء والأطفال والشيوخ والسكان الآمنين في مدينة تعز وقرى أرحب عبر القصف المدفعي الذي خلف عشرات القتلى والجرحى ودمر المنازل والممتلكات، وكذلك القصف الجوي لمدينة زنجبار أبين الذي طال حتى منزل نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي وقبله منزل الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي المناضل علي صالح عباد (مقبل)، بينما تتواطأ تلك القوات مع الجماعات المسلحة في أماكن كثيرة وتمنحها فرصة السيطرة وضرب الوحدات العسكرية المؤيدة للثورة التي تواجهها جديا». وأضافت المعارضة اليمنية أنه «لم يعد أمام الشعب إلا أن يهب ويستنفر كامل قواه الفاعلة لطرد بقايا هذه الفلول وينهي سيطرة العصابة واختطافها السلطة ويحيلها للعدالة لتنال جزاءها الرادع جراء ما اقترفته من جرائم بحق شعبنا لم تتوقف حتى اللحظة».