السودانيون اللاجئون في إسرائيل يحتفلون باستقلال الجنوب

نتنياهو يعلن اعترافه بالدولة الجديدة.. ووضع خطة لتوثيق العلاقات معها بشكل مميز

سودانية جنوبية ترفع علم دولتها الجديدة أثناء احتفالات للجنوبيين اللاجئين في تل أبيب، أمس (أ.ف.ب)
TT

أقام اللاجئون السودانيون في إسرائيل سلسلة احتفالات في تل أبيب وغيرها من البلدات الإسرائيلية بمناسبة إعلان استقلال دولة السودان الجنوبي، ورفعوا أعلام الدولة الجديدة وأعلام إسرائيل. وطالبوا بإقامة علاقات مميزة مع إسرائيل. وفي المقابل اعترفت الحكومة الإسرائيلية بهذه الدولة ووضعت خطة لتوثيق العلاقات معها بشكل مميز.

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في جلسة الحكومة صباح أمس، أن إسرائيل تعترف بالسودان الجنوبي، و«تتمنى النجاح للدولة الجديدة كدولة تسعى للسلام». وقال نتنياهو أيضا إن إسرائيل ترحب بالتعاون مع السودان الجنوبي في مجال الاقتصاد وباقي المجالات.

ولكن الترحيب الأكبر بهذه الدولة كان من وزير الداخلية، إيلي يشاي، الذي أعرب عن تمنياته بأن تساعد إقامة الدولة الجديدة في حل مشكلة اللاجئين السودانيين في إسرائيل، داعيا إلى البدء فورا في إجراء مفاوضات مع السودان الجنوبي من أجل إعادة اللاجئين الذين وصلوا إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة.

المعروف أن هناك نحو 30 ألف لاجئ أفريقي في إسرائيل، معظمهم من السودانيين، وقسم كبير منهم جاءوا من السودان الجنوبي. وقد أقاموا الاحتفالات الكبيرة في شوارع تل أبيب وإيلات طيلة الليلة قبل الماضية. وطالبوا بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتمتين التعاون بين البلدين. ورفعوا أعلام دولتهم الجديدة وأعلام إسرائيل. وأنشدوا النشيد القومي للسودان الجنوبي بعيون دامعة. وأكدت صحيفة «هآرتس» أن العلاقات بين إسرائيل والسودان الجنوبي قديمة جدا وأنه منذ عدة سنوات توجد شبه سفارة للسودان الجنوبي في إسرائيل. وذكر أن بيس تيانغ، وهو من السودان الجنوبي، ويعيش في إسرائيل منذ 6 سنوات، يعمل كسفير يعمل على نسج علاقات دبلوماسية بين البلدين، ويؤكد أنه سيتم الإعلان عن علاقات رسمية خلال أسبوعين. وجاء أن تيانغ عاش في إيلات أول 5 سنوات من مكوثه في إسرائيل، وانتقل في السنة الأخيرة إلى «قرية اللاجئين» في كيبوتس «أيلوت» القريب من إيلات. وأشارت إلى أنه كان يعمل في تنظيف الغرف في أحد الفنادق في الصباح، وفي المساء يجلس في مكتب يقوم فيه بوظيفة قنصل غير رسمي للسودان الجنوبي في إسرائيل. ويعتبر المكتب ذا أهمية كبيرة بالنسبة إلى اللاجئين، فهو الأقرب إلى ما يشبه الممثلية الرسمية للسودان الجنوبي في إسرائيل.

وبحسب تيانغ، فإن المكتب يعمل على وظيفتين أساسيتين، الأولى البدء في نسج علاقات بين السودان الجنوبي وإسرائيل، والثانية مساعدة اللاجئين الذين يمكثون في البلاد ويسعون للعودة إلى وطنهم، مشيرا إلى أنه بادر بنفسه إلى إقامة المكتب الذي يحظى بغطاء من جانب حكومة السودان الجنوبي، ووزارة الخارجية الإسرائيلية. ويركز تيانغ في عمل المكتب، ويحافظ على اتصال دائم مع ممثلي الحكومة في السودان الجنوبي. وتضيف الصحيفة أنه لا يتردد في التصريح بتفاؤل بأنه خلال أسبوعين سيتم إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسودان الجنوبي، وإقامة سفارتين في الدولتين.