سلفا كير في أول مهمة خارجية إلى نيويورك غدا للاعتراف بالدولة

الزعيم الجنوبي يدعو زعماء المعارضة الشماليين للقاء في جوبا والبشير يحدد ملامح دولته

رجل متنكر في زي جنوب السودان وتمثال الحرية في الولايات المتحدة يحضر احتفالات استقلال جنوب السودان في جوبا (أ.ف.ب)
TT

فيما شرع الجنوبيون في تحرير شهادات الاعتراف بالدولة الجديدة يتوجه رئيس السودان الجنوبي سلفاكير ميارديت إلى نيويورك في أول زيارة خارجية له بعد إعلان الاستقلال لحضور جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان قبول عضوية دولته، في وقت دعا فيه الزعيم الجنوبي زعماء المعارضة الشماليين إلى اجتماع في جوبا في أول لقاء سياسي له بغرض بحث أوضاع فروع الأحزاب الشمالية بالجنوب.

إلى ذلك يوجه رئيس السودان الشمالي عمر البشير غدا الثلاثاء خطابا للشماليين يوضح خلاله ملامح الدولة الجديدة بعد أن انفصل عنها الجنوب، كما تعهد زعيم متمردي دارفور عبد الواحد نور بإسقاط النظام الإسلامي في الخرطوم وقيام دولة علمانية ديمقراطية للحفاظ على وحدة مكونات الشمال المتبقية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس جمهورية السودان الجنوبي سلفاكير ميارديت سيتوجه إلى نيويورك غدا الثلاثاء في أول مهمة خارجية لرئيس الدولة الجديدة التي أعلن عن استقلالها أول من أمس السبت، وقالت المصادر إن سلفاكير سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة لقبول عضوية الدولة رقم 193 يوم الأربعاء المقبل، ويقود سلفاكير وفد بلاده إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى، وسيجري الزعيم الجنوبي لقاءات مع مسؤولين أميركيين لبحث الدعم لدولته، ولقاءات مع مندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إلى ذلك أشارت مصادر في المعارضة السودانية الشمالية إلى أن سلفاكير وجه الدعوة إلى زعيم الأمة القومي الصادق المهدي، والمؤتمر الشعبي حسن الترابي، والشيوعي محمد إبراهيم نقد، والحركة الشعبية مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان في لقاء يبحث توفيق أوضاع فروع هذه الأحزاب في الجنوب، ويتوقع أن يبحث اللقاء كذلك العلاقة بين الشمال والجنوب، ورؤية المعارضة في تحقيق السلام والاستقرار والديمقراطية في شطري السودان.

وفي الشمال يعلن الرئيس عمر البشير غدا الثلاثاء ملامح دولة الشمال بعد أن انفصل عنها الجنوب، وهو يساوي ربع مساحة السودان، وأكدت مصادر مطلعة أن البشير الذي سيخاطب المجلس الوطني «البرلمان» سيحدد سياسات الدولة، وتوجهاتها الإسلامية، ومشروع الدستور الدائم، والحكومة الجديدة بعد أن فقدت 30 في المائة، وهي نسبة الجنوبيين في الحكومة الاتحادية، ويتوقع أن يشمل خطاب البشير العلاقة مع الجنوب، والقضايا العالقة والأوضاع في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.

وفي ذات السياق توعد قائد الجيش الشعبي بالنيل الأزرق بالرد القاسي على الجيش السوداني حال مهاجمة قواته، وأقام الجيش الشعبي عرضا عسكريا شارك فيه آلاف الجنود بمدينة الكرمك عاصمة الولاية التي تشارك الجنوب حدودا واسعة، ويطالب البشير قوات الجيش الشعبي بتسليم أسلحتها إلى الخرطوم بعد أن انفصل الجنوب.

وقال قائد قوات الجيش الشعبي بالشمال اللواء أحمد العمدة بادي: «نحن دعاة سلام لكن إن تم إرهابنا بالحرب سنقودها وسنمزق السودان المتبقي». وتابع: «أحببنا بعضنا البعض وسعينا للوحدة لكن السياسات فرضت علينا هذا الواقع، وشدد على أن السودان المتبقي إذا لم يخدم فيه الآخر فإننا نسعى إلى نفس المصير». واعتبر المسؤول أن الاستعراض هو رسالة إلى الخرطوم، وتعتبر الولاية ذات علاقة تنظيمية مع جنوب كردفان من حيث الانتماء للجيش الشعبي وخصوصية المشاكل، والاتفاق على مشاورة سكان المنطقتين في اتفاقية السلام والدستور، ويجري قادة المنطقتين حوارا مع الحكومة في أديس أبابا إلا أن الرئيس البشير ألغى الاتفاق قبل أيام.

وفي ذات السياق توعد رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور «بالإطاحة بنظام الخرطوم الإسلامي» واستبداله بدولة علمانية «مشابهة لجنوب السودان». وقال نور لـ«الشرق الأوسط» بدأنا في عمليات تنسيق مع الفصائل المسلحة لأن واجب الوطن يدعونا لتغيير حكومة البشير الأصولية» وحذر من أن استمرار البشير في الحكم سيقود البلاد إلى سيناريوهات أسوأ من انفصال الجنوب. وأضاف: «حركتنا وحدوية لكننا نهنئ الجنوبيين على قيام دولتهم، ولا نفكر في قيام دولة بدارفور لكنا نخشى أن تقودنا الأوضاع إلى مآلات لم تكن متوقعة، وإذا ما دعا أهل دارفور لحق تقرير مصيرهم ستتعقد الأوضاع تماما في الإقليم وجنوب كردفان والنيل الأزرق».