الولايات المتحدة تعلق ثلث مساعداتها العسكرية لباكستان

إسلام آباد تطالب واشنطن بإطلاعها على مكان الظواهري

TT

قررت الولايات المتحدة تعليق نحو ثلث مساعداتها إلى الجيش الباكستاني لزيادة الضغط على إسلام آباد فيما يتعلق بالحرب ضد المتشددين والإرهابيين، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت متأخر أول من أمس. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين لم تكشف عن أسمائهم القول: إن واشنطن ستعلق أو تلغي ما يصل إلى 800 مليون دولار من المساعدات المالية والمعدات. وتحصل باكستان حاليا على أكثر من ملياري دولار في شكل مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة كل عام. وازدادت العلاقات الأميركية - الباكستانية توترا بعد الغارة الأميركية السرية في باكستان في مايو (أيار)، التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وطرد باكستان لـ100 مدرب عسكري أميركي. وفي الوقت نفسه، فقدت واشنطن الثقة في التزام إسلام آباد بالقتال ضد الإرهاب، كما ارتفعت حدة التوتر في الأيام الأخيرة بعد أن قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولن للصحافيين إنه يعتقد أن مسؤولين بالاستخبارات الباكستانية أصدروا توجيهات لقتل صحافي كتب عن اختراق إرهابيين للجيش الباكستاني.

كما يمكن أن تتأثر باكستان من تعليق أو إلغاء مساعدات بقيمة 300 مليون دولار تقدمها واشنطن إلى إسلام آباد لضمان تغطية تكاليف نشر أكثر من 100 ألف جندي على طول الحدود مع أفغانستان، التي تعتبر مركزا لنشاط المتشددين.

كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد حذرت، الشهر الماضي، في شهادة أمام الكونغرس، من أن الولايات المتحدة غير مستعدة لمواصلة المساعدات العسكرية «بنفس الوتيرة التي نقدمها بها، إلا إذا - وحتى نرى - اتخاذ بعض الخطوات (من باكستان)». إلى ذلك، طالبت باكستان، أمس، الولايات المتحدة بإطلاعها على ما لديها من معلومات حول مكان اختباء الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري. يأتي هذا الطلب كرد فعل على إعلان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الظواهري مختبئ في المنطقة القبلية الباكستانية المضطربة على الحدود مع أفغانستان.

كان بانيتا قد قال للصحافيين، قبيل وصوله إلى كابل، أمس: على إسلام آباد «اقتلاع» زعيم «القاعدة».

وقال الميجور جنرال أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش الباكستاني: «نتوقع أن تطلعنا مؤسسة الاستخبارات الأميركية على ما لديها من معلومات تتعلق بالظواهري وغيره من أبرز المطلوبين، بما يساعد الجيش الباكستاني في تنفيذ عمليات موجهة». وأضاف عباس: «جيش باكستان يقوم بالفعل بعمليات مكثفة ضد (القاعدة) وأتباعها، الذين يشكلون تهديدا على بلادنا وشعبنا.. ويتضمن ذلك مطاردة واستهداف قيادات الإرهابيين».

كانت باكستان قد تبادلت الاتهامات مع الولايات المتحدة بعد مقتل زعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد بشمال غربي باكستان في 2 مايو الماضي في عملية نفذتها قوات أميركية. تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من كشف تقارير إخبارية عن أن الولايات المتحدة قررت تعليق نحو ثلث مساعداتها إلى الجيش الباكستاني لزيادة الضغط على إسلام آباد.

وأفاد الموقع الإلكتروني لقناة «جيو نيوز» الإخبارية الباكستانية بأن «بانيتا أوضح أن الظواهري يختبئ في منطقة القبائل شمال غربي البلاد، معربا عن أمله في أن تركز إسلام آباد جهودها على التعاون مع الولايات المتحدة لتصفيته». كان بانيتا قد قال خلال زيارته الأولى أمس، التي لم يعلن عنها مسبقا، لأفغانستان منذ توليه منصبه: «إن هزيمة (القاعدة) في متناول اليد». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن بانيتا، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) القول: «حققنا بداية مهمة في سبيل ذلك بالتخلص من بن لادن». وأعرب الوزير الجديد عن ثقته في أن هزيمة (القاعدة) استراتيجيا أصبحت في المتناول».

ولدى سؤاله عن مصادر الخطر الأمني على الولايات المتحدة، قال بانيتا إنه يتصور أن «التهديد قد ينبع من مناطق أخرى مثل اليمن، أو من أشخاص يحملون الجنسية الأميركية، مثل رجل الدين أيمن العولقي». أما على الأرض، فقد أدلى الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الدولية بأفغانستان، بموقف مماثل بعد اجتماعه مع بانيتا، إذ قال إن «فرص التفكيك الاستراتيجي للتنظيم موجودة بالفعل».