المعارض الليبي عبد المنعم الحر: كتائب القذافي أصبحت «جسدا بلا رأس»

قوات القذافي تقصف غواليش.. والثوار يتطلعون للسيطرة على غريان والزاوية

د. عبد المنعم الحر
TT

وصف الدكتور عبد المنعم الحر، المعارض الليبي والمحلل السياسي، الصراع بين قوات الثوار وقوات القذافي الدائر منذ ثورة 17 فبراير (شباط)، بأنه صراع وجود، قائلا «إما أن يبقي الشعب الليبي، وإما أن يبقى القذافي ومرتزقته». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تدهور أوضاع قوات القذافي تدفعها للتشتت، ولهذا نجد القذافي يحارب بشراسة إعلامية واقتصادية وعسكرية، لأنه يعلم أنها آخر معركة يخوضها، وأن عليه ممارسة التدمير والتخريب المفرط للإبقاء على نظامه».

وقال الحر، إن «الثوار في المنطقة الغربية يتقدمون إلى مدينة طرابلس، وخاصة الساحة الخضراء التي تعتبر مركز العاصمة، والتي تشبه ميدان التحرير في القاهرة». وأضاف أن «الثوار داخل طرابلس لا يستطيعون السيطرة على الساحة الخضراء، وذلك لوجود القناصة على أسطح المباني، وعدم السماح لأي شخص بالتظاهر في هذه المنطقة ومن يتخطاها يتم قتله». وتابع قائلا إن «القذافي يريد أن يوصل للعالم أن الساحة الخضراء هي مكان الثورة المساندة له، تماما كميدان التحرير بالقاهرة، على غير الحقيقة الفعلية، لأن غالبية أبناء طرابلس يقفون ضد القذافي». وأضاف الحر، بعد وصوله للقاهرة، أن «طرابلس أصبحت مطوقة بالثوار، وكتائب القذافي تعيش في عزلة، حيث لا تصلها إمدادات، ولهذا أصبحت كتائب القذافي في سرت وسبها والمثلث النفطي وغيرها (جسد بلا رأس)».

واعتبر الحر محاولات القذافي إرسال وفود للخارج للتفاوض في القضية الليبية «محاولات فاشلة، تدل على ضعف موقفه أمام الثوار. فالقذافي لم يعد له وجود»، على حد قوله، مدللا على كلامه بعدم ظهور القذافي على التلفزيون إلا من خلال أشرطة مسجلة. وشكك الحر في إمساك القذافي بزمام الأمور». واعتبر أن ما يدعيه من قوة وإحكام علي مقاليد الأمور «ادعاء كاذب».

وعلى الصعيد الميداني، شنت قوات التحالف، أول من أمس، هجوما على مدينة مصراتة (208 كلم شرق طرابلس)، أسفر عن تدمير بطارية صواريخ وضعتها قوات القذافي في أحد المواقع المدنية بهدف قصف ميناء مدينة مصراتة. وأعلن الحلف في بيان له، أنه تم اتخاذ قرار بشأن هذه الضربة بعد التأكد من أن الموقع المستهدف عبارة عن مزرعة في جنوب مصراتة تستخدمها كتائب القذافي لإخفاء السلاح.

ونقلت وكالة الإنباء الفرنسية، أن قوات القذافي شنت هجوما مضادا بالقذائف والدبابات على قوات الثوار المتجهة نحو العاصمة طرابلس أمس، بينما رد الثوار الليبيون بإطلاق قذائف مضادة للحفاظ على مواقعها في منطقة غواليش (50 كلم جنوب طرابلس)، التي تمكنت من السيطرة عليها يوم الأربعاء الماضي.

وأعلنت قوات المعارضة، أن الثوار يتقدمون نحو زليطن، الواقعة بين مدينتي «الخمس غربا ومصراتة شرقا، التي تسيطر عليها كتائب القذافي». وأسفرت المواجهات هناك عن استشهاد أحد الثوار وجرح 32 جراء انفجار ألغام زرعت من قبل قوات القذافي. وتركز قوات المعارضة الآن، على عسبلة على الطريق إلى غريان، 80 كيلومترا من طرابلس، في إطار استراتيجية ثلاثية المحاور تعتمدها المعارضة، تستهدف مدينة الزاوية الساحلية أيضا، وهي أحد آخر المعاقل الرئيسية الموالية للقذافي غرب طرابلس.