رئيس وفد القبائل الموالية للقذافي يدعو مصر للتدخل لـ«وقف نزيف الدم الليبي»

الواعر في حوار مع «الشرق الأوسط»: الجامعة العربية سلمتنا لـ«مجلس الرعب الدولي».. والغرب يريد أموالنا في الخارج

مفتاح الواعر - الرابع إلى اليمين - يتقدم وفد القبائل الموالية للقذافي أثناء زيارته لمصر أمس. («الشرق الأوسط»)
TT

قال رئيس وفد القبائل الموالية للقذافي، مفتاح الواعر، في حوار مع «الشرق الأوسط»: إن الجامعة العربية سلمت ليبيا لـ«مجلس الرعب الدولي»، في إشارة إلى مجلس الأمن، الذي أصدر قرارا أدى لتدخل حلف الناتو في بلاده، قائلا: إن الدول الغربية تسعى للسيطرة على أموال ليبيا في الخارج، التي تقدر استثماراتها بنحو 300 مليار دولار. ودعا الواعر، الذي يزور القاهرة حاليا، السلطات المصرية للتدخل لـ«وقف نزيف الدم الليبي». وشدد الواعر على ضرورة وقف عمليات حلف الناتو وترك الشعب الليبي يقرر مصيره بنفسه، وشدد أيضا على اللاءات الثلاث التي أعلنتها القبائل، وهي: رفض التقسيم، ورفض عمليات الناتو، ورفض الاقتتال. وطالب بحل سلمي للأزمة.

وناشد الواعر مصر التدخل بقوة لإيقاف نزيف الدم في ليبيا؛ حيث وصفها بالدولة الوحيدة القادرة على فعل ذلك عبر ممارسة الضغط الأدبي والاجتماعي لوقف ضربات الناتو على بلاده، وكشف عن أن جدول زياراته في مصر يتضمن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجية، والجامعة العربية، والأزهر الشريف، والقوى السياسية المختلفة. وفيما يلي نص الحوار..

* هل الهدف من زيارتكم، كما رددت بعض الفضائيات، هو لقاء المعارضة الليبية في مصر؟

- الزيارة من أجل التواصل مع مصر العربية التي ترفض تقسيم ليبيا ولم تعترف بالمجلس الانتقالي. ومصر وليبيا عمق استراتيجي لبعضهما، وبالتالي فإن مواقفها لصالح ليبيا كلها أرضا وشعبا. وقد كلفتنا القبائل الليبية بزيارة مصر وعدد من دول الجوار، لتأكيد رسائل مهمة أوصت بها في مؤتمرها الأخير، وهي: لا للقتال ولا للناتو ولا لتقسيم ليبيا، ونعم لحوار وحل سلمي يتفق عليه الليبيون كلهم. وهذه اللاءات ترفض حجم المؤامرة التي تتعرض لها البلاد. وقد اتفق على رفض التدخل والقتال قبائل ليبيا كلها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، باستثناء مجموعات متمردة، لا تحمل شيئا من ثقافة الثورة؛ لأنها شيء عظيم جدا مثلما عهدنا في السابق للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وثورة الفاتح وثورة «25 يناير»، وكلها ثورات بيضاء لم يسقط فيها شهداء ولم تُسَل خلالها أي دماء. والثورة بمفهومنا تعني التغيير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لكن ما يحدث في المنطقة الشرقية هو غير ذلك.

* المجلس الانتقالي يتهم طرابلس بالتهم نفسها التي تطلقها طرابلس، أين الحقيقة إذن؟ ولِمَ لا يبدأ الجميع في البحث عن حل لطي صفحة الماضي؟

- لو عدنا إلى بداية الأحداث، نجد أن من قام بالحرق والتخريب هم مجموعات بنغازي ومن دون سبب واضح. وليبيا دولة ذات سيادة وتلتزم بالقانون، وعضو في الأمم المتحدة، وسبق أن ترأست بعثتها هناك، وكانت أيضا عضوا في مجلس الأمن. وتسهم في الكثير من المبادرات الإيجابية بالمنظمات الإقليمية والدولية. ونذكر أن هذه المجموعات التي تقود الحراك في بنغازي كانت تعمل في مواقع مسؤولة بالدولة. وإذا نظرنا إلى عبد الرحمن شلقم فقد كان وزيرا للخارجية، ثم مندوبا لليبيا في الأمم المتحدة. وهو سبب المآسي كلها في تحريض المجتمع الدولي ضد بلاده. أما عبد الفتاح يونس فقد كان وزيرا للداخلية، ومسؤولا عن الأمن. ومصطفى عبد الجليل كان وزيرا للعدل. وبالتالي فكل الحقائب المهمة كانت معهم. ونحن نسألهم: من منعكم من العمل لصالح النهوض بالبلاد؟ وماذا حققتم لها؟ ولا بد أن نذكر أن وزير الداخلية أفرج عن سجناء «القاعدة» الذين دفعنا لهم الكثير حتى نخرجهم من هذا السجن لأنهم ليبيون، وبعد ذلك أشهروا السلاح ضد بلادهم وقاموا بتخريبها وهؤلاء جميعا هم الذين بدأوا الحرب ضد ليبيا.

* إذا تحدثنا عن المستقبل، كيف ترون الحل في إطار الحفاظ على وحدة ليبيا، خاصة أن الطرفين في طرابلس وبنغازي متورطان في الاقتتال وإسالة الدماء؟

- ليبيا غير قابلة للتقسيم، وهذا قرار اتخذته القبائل الليبية التي تعتبر العمق الاجتماعي لليبيا، وهو ما لا يدركه الغرب ولا حلف الناتو الذي فشل، حتى الآن، وسيهزم. وكان من الأفضل للجامعة العربية عدم السماح للناتو بدخول البلاد، وأن تعدل عن قرارها بتجميد مشاركة ليبيا في الاجتماعات. أليست الجامعة هي التي أحالت قضيتنا إلى مجلس الأمن، الذي أسميه مجلس الرعب؟ نقول إن الذي يفرض الحل على الأرض هو الشعب الليبي وحده لا الناتو ولا الغرب ولا مجلس الأمن. ولن نعتب على العرب، فلهم ظروفهم ومشاكلهم، ولكن على الأقل كان من المفروض إيفاد لجنة تقصي حقائق حتى لا نقول إن المؤامرة مخطط لها ومدبرة لإحداث الفتن، ومن ثم التدمير والسيطرة على بترول ليبيا كما حدث في العراق.

* إذن ما رؤيتكم للحل السلمي؟

- أي تفاوض للحل السلمي لا بد أن يكون من خلال مؤتمر الشعب العام، وهو الذي يقرر نظام الحكم والتغيير المطلوب، وذلك من خلال الأمانة العامة للقبائل الليبية التي تشارك فيها 2000 قبيلة ليبية. وهم مسؤولون عن التغيير، ولن يكون من خلال حلف الناتو الذي يضرب المدنيين ويقوم بحصار الشعب الليبي في البر والبحر.

* من قبلُ، انعقد مؤتمر للقبائل في بنغازي، وأكد مندوبوه أنهم يمثلون كل القبائل في ليبيا، هل لديكم اتصالات بهم؟

- من خلال اتصالنا بهذه القبائل ذكرت لنا أنها أسيرة لدى مجموعات التمرد في بنغازي. ومن لم يأخذ مواقف تتفق مع ما يريدون يتعرض لمشاكل جمة؛ حيث إنهم لا يعترفون إلا بأسلوب الضرب والعنف.

* كيف وقد اعترفت دول عدة في المجتمع الدولي بالمجلس الانتقالي؟

- كلها مصالح شخصية، وهم دائما يراهنون على سقوط طرابلس، واعترافهم ليس أكثر من استكمال للمؤامرة التي نُسجت حول ليبيا منذ زمن. ونحن نسأل: لماذا لم يضرب الناتو دولا أخرى يمارس فيها عنف أكبر مما هو عندنا؟ الإجابة ببساطة هي أن ليبيا بها نفط واستثماراتها في الخارج تفوق الـ300 مليار دولار ويرغبون في السيطرة عليها.

* الأمم المتحدة تسعى لحل سلمي تناقشه حاليا للتحاور حوله خلال لجنة الاتصال التي ستعقد منتصف الشهر، ما المطلوب من هذه اللجنة؟

- هل تعتقدين أن حلف الناتو الذي جاء لاحتلال ليبيا سوف يمتثل للحل السلمي؟ بالطبع لا، فالاتحاد الأفريقي سبق أن وضع خريطة سياسية لحل سلمي للأزمة، وقبله روسيا، ولم يهتم أحد. وبالتالي سوف نفرض الحل من داخل ليبيا؛ لأن حجم المؤامرة انكشف.

* هل من دور للجامعة العربية حاليا؟

- نتمنى من الدكتور نبيل العربي أن يصحح الكثير من المواقف لنصرة المظلومين، ونتطلع لأن نلتقيه كي نطلعه على كامل الحقائق، بعيدا عن تزوير المواقف الذي استمر طيلة الفترة الماضية. ونحن نطالب بإيقاف عمليات الناتو التي استهدفت الليبيين المدنيين، خاصة في أوقات الصلاة. بالمناسبة الطائرات التي تقصف من النرويج وغيرها من الدول المسيئة للإسلام. كما أننا نستغرب ممارسات دولتي قطر والإمارات، خاصة أنه تربطهما بنا علاقات طيبة تاريخية أسرية اجتماعية منذ زمن ولكنهما خانا الماء والملح.

* كيف ترى اقتراب الثوار من طرابلس؟

- لن يحدث، والموضوع برمته طُرح في إطار الحرب النفسية. أنا من مدينة زليتن، على مقربة من مصراتة، والجميع مع طرابلس، وحتى أهالي مصراتة ينتظرون إنقاذهم من هذا الجحيم وعمليات التمرد.

* لم تحدثني عن الحل السياسي من أين يبدأ! - الحل يقرره الليبيون، وهم أحرار في اختيار الصيغة السياسية المناسبة لهم في بناء دولتهم، ولن يجدوا أفضل من النظام الجماهيري الذي وقع عليه الجميع بمحض إرادتهم في 2 مارس (آذار) عام 1977 في مدينة القاهرة، والوثيقة موجودة واليوم إن وجدوا أن هذا النظام غير صالح فلهم الخيار في اختيار ما يناسبهم وهم قادرون على حل مشاكلهم ولكن ليس تحت ضغط ضربات حلف الناتو.

* هل ترى مؤشرات لتقسيم ليبيا في حال إطالة أمد الأزمة؟

- ليبيا لن تقسم، وهي غير قابلة للتقسيم، والغرب يحاول باستماتة تقسيمها، خاصة بعد تقسيم السودان، وكذلك سيحاولون في مصر. لكن ليبيا وقبائلها لن تعطي للغرب ما يريد وهو النفط الموجود في الشرق.

* ما الدور المطلوب من مصر كدولة جارة؟

- مصر هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تتدخل بقوة لإيقاف نزيف الدم في ليبيا، ويمكنها ممارسة الضغط الأدبي والاجتماعي لوقف ضربات الناتو. كما يمكنها إتاحة المجال للحمة الليبيين. وهي قادرة على إحداث التغيير من خلال الضغط السياسي على الدول الكبرى لتصحيح مسار حل الأزمة في ليبيا، من منطلق وجود أكثر من 15 مليون مصري من أصول قبائل ليبية. وهذه القبائل قادرة على قول كلمتها. وأن يجلس الجميع ويتحاور من أجل الحل. وأن تقوم مصر بالضغط على الجامعة العربية والدول الغربية لوقف العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف الناتو.

* مع من يلتقي وفد القبائل خلال الزيارة لمصر؟

- مع المسؤولين كلهم، وفى المقدمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجية، والجامعة العربية، والأزهر الشريف، والقوى السياسية. وقد طلبنا تحديد مواعيد لتلك اللقاءات بهدف توضيح المواقف.