الأمين العام للجامعة العربية: المصالحة الفلسطينية لم تفشل والخلافات أمر طبيعي

وزير الخارجية الفلسطيني يؤكد الذهاب للأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين

د. نبيل العربي
TT

في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، على أن مقترح فرنسا بعقد مؤتمر دولي؛ لن يثنيه عن الذهاب للأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين، رفض الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وصف اتفاق المصالحة الفلسطينية بـ«الفاشل». وواصل المشاركون في الدورة الـ86 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول المضيفة بجامعة الدول العربية في القاهرة، مباحثاتهم حول قضية اللاجئين وسياسة إسرائيل العدوانية بحق الأسرى والاستيطان.

وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العربي في القاهرة، أمس: «نحن نرحب بأي أطروحات وأفكار تأتي من أي دولة هدفها المساعدة ودفع الخطوات للأمام سياسيا أو ماليا». وتابع المالكي: «نرى أن الفكرة الفرنسية التي رحبنا بها، سوف تساعد الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، وأنه في حال استكمالها بشق سياسي، فهذا سيكون أفضل للمساعدة في الانتقال للمرحلة الأهم وهي الأمم المتحدة».

وتخوف وزير الخارجية الفلسطيني من قيام الإدارة الأميركية بممارسة ضغوط، مع دول أخرى، لإثنائها عن الذهاب للأمم المتحدة للحصول على اعترافها بدولة فلسطينية على حدود 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية، قائلا: «هناك قرار اتخذ من قبل لجنة متابعة مبادرة السلام، وسيتم إعادة التأكيد عليه يوم السبت المقبل، من أجل استكمال كل الجهود التي بذلت من أجل الذهاب للأمم المتحدة، والحصول على هذا القرار، بغض النظر عن ما صدر من الكونغرس الأميركي من تهديدات للسلطة الوطنية الفلسطينية وللأمم المتحدة».

وأشار المالكي إلى «أننا أشرنا إلى الضائقة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية خلال لقائنا مع العربي، وإلى أهمية أن توفي الدول العربية بالتزاماتها المالية تجاه فلسطين، من أجل تخفيف هذه الضائقة المالية، في ظل تضييق الاحتلال»، معربا عن أمله في أن «تتعامل الدول العربية مع هذا الموضوع بالمسؤولية المتوقعة منها، خاصة أن العرب في مرحلة مصيرية، يحضرون فيها للذهاب للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، ولذلك يجب توفير مقومات النجاح لهذا الجهد الذي ينبغي أن لا يكون جهدا فلسطينيا فقط؛ بل جهدا عربيا مع توفير كل الإمكانيات بما فيها المالية».

من جانبه، قال العربي: «بحثنا القضايا المتعلقة بالوضع الفلسطيني، تمهيدا لزيارة الرئيس محمود عباس الأسبوع المقبل، حيث اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية التي ستعقد على المستوى الوزاري، للتأكيد على قرار التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967».

ورفض العربي وصف اتفاق المصالحة الفلسطينية بأنه فشل، قائلا: «الخلافات طبيعية لأنها في وجهات النظر»، مطالبا «بعدم الحكم عليها بالفشل، فهي نجحت، حتى الآن، وما لم يعلن فشلها، فهي ناجحة»، جاء ذلك في مجمل رده على سؤال حول فشل المصالحة الفلسطينية.

إلى ذلك، بدأت في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس، الدورة لـ86 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول المضيفة الذي يستمر حتى الخميس المقبل، بمشاركة الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة السفير محمد صبيح، وممثلي الدول العربية المضيفة للاجئين، وممثل عن اللجنة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم.

وقال صبيح في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن للشعب الفلسطيني حقوقا ثابتة وغير قابلة للتصرف، وعلى إسرائيل الإقرار بها تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، ومهما بلغ حجم الضغط على القيادة الفلسطينية، فهي متمسكة بالثوابت الوطنية، ولن تتنازل أو تنحني في وجه هذه الضغوطات والإملاءات، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يولي قضية اللاجئين أولوية كبيرة، وفي الوقت ذاته يبحث قضايا أخرى جوهرية كاحتجاز إسرائيل لجثامين عشرات الشهداء، وسياساتها العدوانية بحق الأسرى، والاستمرار في الاستيطان.