الصدر يعلن تجميد «جيش المهدي» حتى بعد انسحاب الأميركيين

قيادي صدري لـ«الشرق الأوسط»: مهمة مقاومة المحتل حصرت في «لواء اليوم الموعود»

TT

أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنه قرر الاستمرار في تجميد «جيش المهدي» حتى في حال عدم انسحاب الجيش الأميركي من العراق نهاية العام الحالي. وقال النائب في البرلمان العراقي والقيادي في التيار الصدري مشرق ناجي لـ«الشرق الأوسط» إن «زعيم التيار الصدري أناط مهمة جيش المهدي بـ(اليوم الموعود) الذي يقوم الآن بعمليات ضد القوات الأميركية المحتلة». وأضاف ناجي أن «هذا القرار الذي أصدره السيد الصدر جاء بناء على حالات الفساد التي كثرت في صفوف عناصر تدعي الانتساب إلى (جيش المهدي) وهو منها براء». وأشار القيادي الصدري إلى أن «القرار الذي كان قد اتخذه زعيم التيار الصدري بتجميد جيش المهدي كان قد صدر عام 2008 وهو طبقا للتوجيه الجديد سيبقى مستمرا، إلا أنه أضاف إليه أن قرار التجميد هذه المرة سيبقى قائما حتى في حال لم ينسحب الأميركيون»، مشيرا إلى أن «لواء اليوم الموعود يقوم بمهام المقاومة حاليا وفي المستقبل في حال لم ينسحب الأميركيون». وأوضح أن «لواء اليوم الموعود هو الإطار العسكري الذي يتمتع بالمهنية والتكتيك العالي والذي تنحصر مهمته في مقاومة المحتل فقط»، مشيرا إلى أن «هذا لا يعتبر تراجعا، بل بالعكس يعتبر تركيزا في أمر المقاومة المسلحة ولكن بأسلوب منظم وبالتالي فلا نزول للشارع بعد الآن تحت اسم جيش المهدي».

يذكر أن «لواء اليوم الموعود» وهو الجناح العسكري لـ«جيش المهدي»، كان قد تبنى في بيان رسمي له الشهر الماضي تنفيذ نحو عشر عمليات ضد الأميركيين بين مقتل جنود وقصف صاروخي لعدد من القواعد الأميركية. وتزامن إعلان بيان اللواء المذكور مع إعلان الجانب الأميركي أن شهر يونيو (حزيران) الماضي كان أقسى الشهور على الأميركان حيث قتل نحو 14 جنديا أميركيا.

ويأتي إعلان الصدر بالاستمرار في تجميد أعمال جيش المهدي بعد إعلانه فصل 7 قياديين من التيار الصدري بسبب مفاسدهم، على حد وصف البيان الذي أصدره الصدر. وقال الصدر في بيان بثه على موقعه الإلكتروني: «ما يزيدني حزنا وألما وأسى أن أرى أن المفاسد قد زادت مرة أخرى بين صفوف من يدعون أنهم منتمون إلى جيش المهدي». وأضاف: «أجد أن السبب في ذلك هو ما قلته من رفع تجميد جيش المهدي إذا لم ينسحب الاحتلال». وأضاف الصدر: «بعد ذلك كله أي ما صدر أو سيصدر ممن في صفوفه المنخرطين (جيش المهدي)، أجعل العمل العسكري منحصرا في (لواء اليوم الموعود) فقط في حال عدم انسحاب الاحتلال من أرض العراق».

وكان الصدر يأمل أن يظهر عناصره بمظهر جديد، لكنه قال في البيان: «لا أمل في الكثير من المنتمين له مع اعتزازي بالمخلصين والمؤمنين الشجعان» الآخرين. وأضاف مخاطبا أنصاره: «لو أنكم أعنتموني بورع واجتهاد وعفة وسداد لانتصرنا على العدو، ولكن فيكم من هم من الشيطان ينهلون ومن الشهوات يغرفون، فتبا لهم».

وتأتي تصريحات الصدر إثر اعتداء عناصر في جيش المهدي على إحدى العائلات في حي الأمين (شرق) أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح. ووجه الصدر اعتذارا إلى أهالي الضحايا وقال: «أعلن براءتي من كل من يعمل سوءا ويدعي الانتماء لي».

وكان الصدر عاد إلى العراق أوائل العام الحالي وأبدى نشاطا فعليا في إعادة هيكلة القيادات السياسية والعسكرية. لكنه أعلن في شهر مايو (أيار) الماضي أنه سيرفع التجميد عن جيش المهدي في حال لم ينسحب الأميركان من العراق نهاية العام الحالي بموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية عام 2008. ونظم الصدريون استعراضا عسكريا في 25 من مايو (أيار) بمباركة من رئيس الوزراء نوري المالكي.

وفي الوقت الذي يشكل فيه قرار الصدر تجميد جيش المهدي مفاجأة سارة للكتل السياسية التي أنهت اجتماعها السبت بانتظار بلورة مواقف محددة من قضية الانسحاب الأميركي بعد أسبوعين من الآن، فإنه سوف ينعكس إيجابا على الشارع العراقي في وقت كانت فيه قيادة عمليات بغداد أعلنت مؤخرا أنه من المتوقع أن تزداد العمليات الإرهابية مع قرب عملية الانسحاب الأميركي من العراق نهاية عام 2011.