بانيتا في العراق يطلب اتخاذ قرار لحسم بقاء أو جلاء القوات الأميركية

يطلب أيضا مواجهة الميليشيات التي تسلحها إيران

TT

وصل وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا إلى العراق أمس في أول زيارة كوزير للدفاع، وقال إنه سيضغط على بغداد كي تقرر مصير الوجود العسكري الأميركي ولملاحقة المتشددين الذين يهاجمون القوات الأميركية بصواريخ إيرانية.

ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة جميع قواتها البالغ عدد أفرادها 46 ألفا من العراق بحلول نهاية العام الحالي، وذلك في إطار اتفاق أمني ثنائي على الرغم من مخاوف عسكرية أميركية وعراقية بشأن الفراغ الأمني المتوقع.

وكان بانيتا القادم لتوه من أفغانستان قد أدلى بتعليقات متفائلة أمام الكونغرس الشهر الماضي قال فيها إن الحكومة العراقية قد تطلب في نهاية المطاف بقاء بعض القوات الأميركية بعد نهاية عام 2011، لكنه التزم الحذر في تصريحاته للصحافيين في أفغانستان قبل مغادرته إلى العراق. وردا على سؤال عما إذا كان سيشجع العراق على طلب بقاء بعض القوات قال بانيتا: «سوف أشجعهم على اتخاذ قرار كي نعلم إلى أين نمضي».

ويقول مسؤولون أميركيون إن الوقت يضيق وإنه كلما طال انتظار العراقيين كان من الصعب على الولايات المتحدة الموافقة على الطلب. وحسب وكالة «رويترز» قال مسؤول دفاعي أميركي رفيع للصحافيين طلب عدم نشر اسمه: «في الحقيقة لا شيء مستحيل تماما. لكن الأمور تصبح أكثر كلفة وأكثر خطورة» كلما اقتربت نهاية العام. وأضاف المسؤول: «قد يطلبون ذلك من الجنرال أوستن كآخر عسكري (أميركي) في العراق منتصف ليلة 31 ديسمبر (كانون الأول)، لكن سيكون صعبا للغاية بالنسبة لنا أن نوافق»، في إشارة إلى الجنرال لويد أوستن قائد القوات الأميركية في العراق.

وتمثل هذه المسألة قضية شائكة لحكومة رئيس الوزراء العراقي الائتلافية نوري المالكي التي يقودها الشيعة. وكانت كتلة رئيسية على الأقل في ائتلاف المالكي الهش، وهي كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قد عارضت صراحة استمرار الوجود العسكري الأميركي. وهددت الكتلة الصدرية بتصعيد الاحتجاجات حتى «المقاومة المسلحة» في حالة بقاء القوات الأميركية.

وهناك قضية سياسية أخرى تزعج واشنطن تتمثل في عجز بغداد حتى الآن عن تعيين وزير للدفاع، وهي قضية قال بانيتا إنه سيثيرها في محادثاته مع المالكي اليوم. كما سيثير بانيتا مسألة التصدي للميليشيات التي تهاجم الجنود الأميركيين بأسلحة وصواريخ إيرانية. وكان شهر يونيو (حزيران) أشد الشهور دموية للقوات الأميركية في العراق منذ عام 2008، حيث قتل 15 جنديا طبقا لإحصائية أعدها الجيش الأميركي. وقال بانيتا: «أود أن يبذل العراق مزيدا من الجهد في تعقب أولئك المتطرفين الذين يستخدمون هذه (الأسلحة)». وأضاف أن العراقيين «عليهم مسؤولية الحماية من مثل هذا النوع من الهجمات».

وكان الأميرال مايك مولن رئيس الأركان الأميركي قد اتهم إيران الأسبوع الماضي بدعم جماعات شيعية متطرفة بشكل مباشر تقتل القوات الأميركية في العراق، وقال إنه يتعين أن يعالج أي اتفاق لبقاء القوات الأميركية هناك بعد نهاية العام هذه المشكلة. وأضاف أن إيران اتخذت قرارا عام 2008 بتقليص تدخلها في العراق، لكنها استأنفت الآن إرسال الأسلحة للجماعات المتطرفة واتخذت موقفا يمكنها من القول إنها ساعدت في طرد القوات الأميركية من المنطقة. وقال المسؤول الأميركي الرفيع الذي تحدث للصحافيين قبل مغادرة بانيتا أفغانستان إن هذا التوجه ليس مفاجئا، وأضاف أن القادة العسكريين الأميركيين توقعوا منذ فترة أن تحاول جماعات متشددة «إلحاق خسائر جسيمة بقواتنا أثناء رحيلها لخلق انطباع زائف بأنها تجبرنا على الخروج من العراق».