اجتماع الكتل يعكس حالة القلق داخل الطبقة السياسية العراقية.. وتضارب في التوقعات

قيادي في «دولة القانون» لـ«الشرق الأوسط»: علاوي لم يجب عن أسئلة المالكي

TT

لم تتمكن القوى السياسية، بعد فترة طويلة من التحضيرات لاجتماعها أول من أمس الذي قيل إنه سيكون حاسما في الوصول إلى حل للأزمة السياسية التي تصاعدت مؤخرا بين القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور إياد علاوي، وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، سوى من تأجيل الأزمة لمدة أسبوعين على أمل أن تعاود اجتماعاتها مجددا.

وناقش الاجتماع كل جوانب الأزمة السياسية سواء في ما يتعلق بقضية الانسحاب الأميركي أو اتفاقات أربيل أو الوزارات الأمنية، وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر من داخل الكتل المشاركة في الاجتماع الذي عقد في منزل الرئيس جلال طالباني فإن «الكتل السياسية ستشرع في غضون الأيام القليلة المقبلة في عقد سلسلة من الاجتماعات المكثفة داخل كل كتلة، بالإضافة إلى مرجعيات كل كتلة أو حزب، لتحديد موقف نهائي من القضايا التي طرحت في الاجتماع، والتي تتطلب موقفا نهائيا لغرض عرضه كموقف نهائي لها من أي قضية معروضة للنقاش». وفي هذا السياق، فقد أكد القيادي في دولة القانون عدنان السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماع الكتل السياسية لم يكن موفقا تماما ولم يكن بمستوى الآمال التي علقت عليه من قبل الناس». وأضاف أن «النتيجة الوحيدة التي خرج بها الاجتماع هي تفعيل عمل لجنة كانت قائمة لكنها متوقفة، بهدف إعادة الحوارات بين (العراقية) و(دولة القانون)، وهو ما يعني عودة الطرفين إلى نوع من المصالحة وطاولة الحوار من جديد». واعتبر السراج أن «التصريحات التي أدلى بها عدد من قادة (العراقية) قبل الاجتماع، ومنهم الناطقة باسم الكتلة ميسون الدملوجي وتصريحات الدكتور علاوي في روما كانت قد أثرت كثيرا على أجواء الاجتماع، لا سيما التأكيد على أن قضية الشراكة الوطنية هي الشرط الحاسم لأي حوار، خصوصا أن مفهوم العراقية لمسألة الحوار الوطني أو الشراكة تبدو ملتبسة إلى حد كبير».

وكشف السراج عن «سجال حصل داخل المؤتمر بين علاوي والمالكي»، مضيفا أن علاوي «لم يتمكن من الإجابة عن الأسئلة التي وجهها له المالكي، وهو أمر ألقى بظلاله على جو الاجتماع». غير أن السراج رأى أن «الاجتماع حقق نوعا من التفاهم من خلال البدء في جولات حوار جديدة، وهو ما يعني أن المسألة ستظل عالقة حتى اللقاء القادم بعد أسبوعين».

من جانبها، نفت المتحدثة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» حصول أي مشادة بين «زعيم القائمة العراقية إياد علاوي، ورئيس الوزراء نوري المالكي خلال الاجتماع». وقالت «صحيح أن اللقاء لم يكن حميميا، لكنه كان جديا، والجدية من وجهة نظرنا أفضل مما لو كان اللقاء حميما ويأخذ طابع المجاملات التي لا تفضي إلى شيء». وأوضحت أن «الحوارات التي حصلت خلال الاجتماع تناولت قضايا الشراكة الوطنية وكل ما هو مختلف عليه مثل الوجود الأميركي والوزارات الأمنية، لكننا نرى أن كل هذه الأمور تظل مرهونة بمسألة الشراكة التي نوقشت بشكل نعتبره وديا إلى حد كبير، وهو بالنسبة لنا أمر لا نقول عنه إنه جيد، لكنه من جانب آخر ليس سيئا». وأكدت أن «الحوارات كانت معمقة وفيها نوع من الحرص، وهو ما قد يفضي إلى شيء، وهو ما ننتظره، وسنكون سعداء في حال تم التوصل إلى تفاهم حقيقي بخصوص الشراكة الوطنية».

من جانبها، فقد اعتبرت القيادية في التحالف الكردستاني آلاء طالباني، المقربة من رئيس الجمهورية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاجتماع كان إيجابيا جدا من وجهة نظرنا حتى على مستوى التمثيل، حيث إن حضور إياد علاوي ونوري المالكي، وهما قطبا الأزمة الآن، فضلا عن القادة الآخرين، يعني أن الأجواء ستتجه نحو الانفراج في المستقبل القريب، لا سيما أننا ننتظر اجتماعا جديدا بعد نحو أسبوعين»، مشيرة إلى أن «الرئيس طالباني أبدى الاستعداد الكافي لمتابعة ما حصل، وصولا إلى تحقيق النتائج المرجوة».