اليابان تعيش مجددا هلع الزلزال لكن دون تسونامي كبير

طوكيو تكشف لأول مرة عن خطة لتنظيف الإشعاعات مستلهمة التجربة الأميركية

TT

هز زلزال قوي شمال شرقي اليابان أمس وتم إجلاء العاملين بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية المعطوبة ولكن لم يكن هناك ما يشير إلى وقوع أضرار أخرى بالمحطة أو أنباء عن وقوع إصابات على طول الساحل.

وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرا من وقوع موجة مد ولكنها ألغته بعد ذلك في أعقاب الزلزال الذي بلغت قوته 7.1 درجة ووقع في نفس المنطقة التي دمرها زلزال قوي وموجات مد عملاقة في 11 مارس (آذار) الماضي. وقال مسؤولون إنه تم تسجيل موجة طولها عشرة سنتيمترات. وكان 21 ألف شخص قتلوا أو فقدوا خلال كارثة مارس التي قطعت أيضا الكهرباء عن محطة فوكوشيما النووية وتسببت في تسرب إشعاعي.

وقالت وكالة مراقبة الزلازل إن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات قبالة الساحل الشمالي الشرقي قبيل الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة اليابانية أنه لم ترد أنباء على الفور عن وقوع جرحى أو أضرار. وقالت شركة طوكيو إلكتريك (تيبكو) إنه تم نقل كل العاملين في فوكوشيما إلى مناطق أكثر ارتفاعا وأضافت أنه لا يوجد ما يشير إلى حدوث أي أضرار أخرى مباشرة في المحطة النووية حيث يناضل العاملون لبناء نظام تبريد لتحقيق استقرار المفاعلات.

وجاء هذا الزلزال الجديد غداة إعلان رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أن تنظيف موقع محطة فوكوشيما النووية من إشعاعات زلزال 11 مارس، سيتطلب عشرات السنين. وكشف ناوتو كان عن هذا أثناء عرضه للمرة الأولى برنامجا طويل الأمد لهذه العملية. وأعرب عن أسفه أثناء لقاء للحزب الديمقراطي الحاكم في اليابان وقال إن «عددا كبيرا من السكان اضطروا إلى إخلاء» المنطقة. وأضاف «ستتطلب استعادة السيطرة على المحطة ثلاثة.. خمسة أو حتى عشرة أعوام، وعقودا عدة أيضا لمعالجة عواقب الحادث». واتفقت اللجنة اليابانية للطاقة الذرية والشركة التي تستثمر محطة فوكوشيما، وهي شركة (تيبكو)، في بادئ الأمر على البدء بسحب الوقود النووي الذي تعرض للذوبان نحو عام 2021. وذكرت شبكة التلفزيون العامة «إن إتش كي» نقلا عن برنامج طويل الأمد لاستعادة السيطرة على المحطة أن السلطات والمشغل وشركات تصنيع التجهيزات اعتبرت أن التمكن من تفكيك مفاعلات المحطة يتطلب «عقودا عدة».

وأعلنت اليابان برنامجا قصير الأمد لضمان استقرار محطة فوكوشيما دايشي النووية المسؤولة عن انبعاثات مشعة عالية المستوى بعد العطل الذي أصاب أنظمة التبريد. لكن الحكومة لم تكن عرضت، قبل السبت، أي تقديرات حول المدة التي يتطلبها برنامج تنظيف المحطة من الإشعاعات لوضع حد للأزمة.

والمشروع الذي حصلت عليه شبكة التلفزيون، يستلهم، من دراسة، معطيات حول الطريقة التي اعتمدتها الولايات المتحدة أثناء الحادث النووي في محطة ثري مايل في 1979، كما أوضحت الشبكة التلفزيونية.

وتأمل «تيبكو» بخفض التسريبات المشعة من الآن حتى نهاية يوليو (تموز) الحالي والتوصل إلى تبريد المفاعلات لوقفها من الآن حتى يناير (كانون الثاني) المقبل على أبعد تقدير. وأعلن غوشي هوسونو الوزير المكلف بإدارة عواقب الحادث النووي أن الحكومة ستعلن في 19 يوليو الحالي برنامجا جديدا لتنظيف الموقع من الإشعاعات وكيفية مقاربتها لإدارة الحادث على المدى الطويل.