فصل قائد أوركسترا رفض الانضمام إلى جبهة بوتين الانتخابية

جدل حول أساليب حشد التأييد لـ«الجبهة الشعبية لعموم روسيا»

TT

سارع ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية، إلى التشديد على ضرورة مراجعة ما يقال حول إرغام المواطنين على الانضمام إلى «الجبهة الشعبية لعموم روسيا» عن غير طيب خاطر، تلبية لمبادرة بوتين الرامية إلى دعم الحزب الذي يتزعمه قبيل الانتخابات البرلمانية المرتقبة في نهاية هذا العام. وكان بوتين أعلن عن إنشاء هذه الجبهة دعما للحزب الحاكم الذي كشفت إحصائيات قياس الرأي العام عن مدى تدهور شعبيته وتراجع مواقعه.

وجاء هذا فيما كشف ميخائيل اركاديف، قائد أوركسترا «فيلهارمونية فلاديفوستوك» في الشرق الأقصى الروسي، عن قرار بفصله من قيادة الأوركسترا، عزاه إلى انتقاداته لفلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية، والتي سبق أن أعلن عنها في غير مناسبة، ورفضه الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتأييدها في الانتخابات البرلمانية المرتقبة. وقال قائد الأوركسترا إنه وعلى الرغم من عدم الإعلان رسميا عن أسباب عدم تجديد عقده فإنه يؤكد أن رفضه انضمام اتحاد الموسيقيين إلى هذه الجبهة يقف في صدارة هذه الأسباب، إضافة إلى ما يطرحه من برامج ترى فيها إدارة الفيلهارمونية خروجا عن المألوف بما تحمله من بوادر تمرد ضد السياسة العامة. وكان بوتين أعرب عن خشيته من ردود الفعل السلبية إزاء الحشد القسري لانضمام الحركات والأحزاب والمنظمات الاجتماعية إلى الجبهة الانتخابية، مؤكدا أن مثل هذه الأساليب تلحق الضرر بجوهر الفكرة. ورغما عن ذلك يتباهى بوريس غريزلوف، رئيس مجلس الدوما ورئيس الهيئة التنفيذية للحزب الحاكم، بالأعداد الغفيرة التي تطلب الانضمام إلى الجبهة، والتي قال إن منها أحزابا كثيرة تمثل قوى المعارضة.

وقد جاءت هذه الأحداث في أعقاب صدور قرار وزارة العدل الروسية حول رفض تسجيل حزب اليمين المعارض بزعامة عدد من القيادات المعارضة ومنهم ميخائيل كاسيانوف رئيس الحكومة الروسية الذي أقاله بوتين من منصبه مع نهاية فترة ولايته الأولى في عام 2004، والموافقة على تسجيل حزب «القضية العادلة» اليميني بزعامة الملياردير ميخائيل بروخوروف وبمباركة صريحة من جانب الكرملين، وهو الذي ثمة من يقول إنه قد يتولى رئاسة الحكومة مع بوتين في حال إعادة انتخابه رئيسا في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مطلع العام المقبل.

ومن الطريف الذي يتناقله الكثيرون في موسكو وخارجها، أن بروخوروف ذاع صيته وجابت شهرته الآفاق في أعقاب سجنه وعدد من رفاقه في سجون أحد منتجعات فرنسا على ضفاف البحر المتوسط في قضية قالوا إنها تتعلق بارتكاب الكثير من الجرائم الأخلاقية مع فتيات جاءوا بهن خصيصا من روسيا، مما أثار تحفظات سكان المنطقة ممن أبلغوا عنه السلطات المعنية، وإن أفرجت عنهم لاحقا تحسبا لتدخل أصحاب الفنادق ممن كانوا يتعيشون على «فضائح أثرياء روسيا الجدد».