صالحي يسعى لتلطيف الأجواء مع السعودية.. ويجدد الدعوة للحوار

مصدر إيراني نفى نية وزير الخارجية زيارة الرياض.. وأوغلو يبحث في طهران الملف السوري

صورة ضوئية من تصريحات صالحي لـ»الشرق الأوسط» عن الرغبة الايرانية في الحوار مع الرياض
TT

سعى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، إلى ترطيب الأجواء مع المملكة العربية السعودية، مجددا دعوته للحوار مع الرياض لإزالة «سوء الفهم» بين البلدين النابع من اختلاف رؤيتهما لتطورات المنطقة، حسب تعبيره، في إشارة ضمنية إلى أحداث البحرين، واصفا المملكة بأنها «بلد مهم». وتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى طهران قادما من السعودية ويتوقع أن يكون الملف السوري على رأس جدول أعماله في طهران.

وقال الوزير الإيراني، في تصريح لوكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، أمس: «إن علاقاتنا الثنائية مع السعودية منذ البداية كانت طبيعية، والمشكلة الموجودة اليوم هي أن لدى البلدين رؤيتين مختلفتين تجاه التطورات الجارية بالمنطقة، وهذا يتطلب إجراء مشاورات بين البلدين لإزالة سوء الفهم الحاصل».

ووصف السعودية بأنها بلد مهم في المنطقة وقال: «سوء الفهم يمكن تسويته».

وشن المسؤولون الإيرانيون حملة شعواء على السعودية بعد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين بطلب من سلطاتها لإعادة الاستقرار إليها بعد الاضطرابات التي شهدتها، وهددت طهران بالتدخل لحسم الأمر كما طالبت بتدخل دولي في البحرين.

تأتي تصريحات صالحي ردا على تصريحات الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، التي وصف فيها مواقف المسؤولين الإيرانيين حول العلاقات الثنائية بين السعودية وإيران بـ«المتناقضة».

وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء الماضي بحضور نظيره البريطاني ويليام هيغ: «إذا كانت لدى إيران نية من أجل مباحثات مثمرة مع السعودية، فإننا نرحب بها بالكامل، خصوصا أننا قد وجهنا دعوة إلى وزير الخارجية السابق، إلى جانب أن الوزير الحالي أيضا لديه دعوة لزيارة الرياض»، موضحا أنه في حال قبول إيران تلك الدعوة، فإن المباحثات بين البلدين ستبدأ.

في سياق متصل، نفى مُطلع في وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، نية صالحي زيارة الرياض، وأكد المصدر ردا على تقارير صحافية أن «جدول أعمال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقت الحاضر لا يتضمن أي برنامج عمل لزيارة السعودية».

لكنه أكد، في الوقت نفسه، توجيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دعوة إلى صالحي لزيارة السعودية.

وكان صالحي قد قال في تصريحات خاصة ل»الشرق الأوسط» أن بلاده ترغب في إقامة حوار صريح مع السعودية، مؤكدا أن «سوء الفهم» الحاصل بين البلدين، ناجم عن عدم وجود لقاءات ثنائية بين الرياض وطهران.

وفي إسطنبول، قال المتحدث باسم الخارجية التركية سلجوق أونال إن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو سيتوجه إلى إيران (أمس) بعد إجراء محادثات في المملكة العربية السعودية ركزت على الاضطرابات في المنطقة، خاصة في سوريا، وأضاف أنه كان من المتوقع أن يعود داود أوغلو إلى تركيا بعد اجتماعه بنظيره السعودي، إلا أنه يعتزم الآن مواصلة جولته «للنقاط الإقليمية الساخنة» قبل العودة لتركيا غدا، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وقال أونال: إن المناقشات ستغطي الاضطرابات في سوريا التي تقلق بوجه خاص تركيا المجاورة لها، وكذلك الاضطرابات في دول عربية أخرى مثل البحرين؛ حيث عرضت تركيا النصح لنزع فتيل التوترات الطائفية وستتناول المناقشات أيضا التطورات في ليبيا. وتابع أونال: «إنها فرصة لنقل وجهة نظرنا بخصوص هذه القضايا».

ومن المقرر أن يجري داود أوغلو محادثات مع نظيره الإيراني في طهران في وقت متأخر من مساء أمس ومع زعماء إيرانيين آخرين اليوم.

وبخلاف السعودية وإيران قد يزور داود أوغلو أيضا مصر والبحرين ولبنان وسوريا خلال اليومين المقبلين، لكن برنامج الجولة لم يحدد بعد.