برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي يسهم في إنشاء جيل جديد من السعوديين

دخل في شراكات رسمية مع جامعات أجنبية

TT

سعت السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، لتبني مشروع الابتعاث الخارجي، الذي بلغ عدد المنتسبين له من الجنسين أكثر من 75 ألف مبتعث ومبتعثة للدراسة في الخارج.

وهدفت وزارة التعليم العالي، مؤخرا، في إطار برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، للدخول في شراكات رسمية مع عدد من الجامعات الأجنبية، لتمكينها في نهاية المطاف من توسيع أعداد الدارسين في الخارج، من أجل نيل شهادات عليا، تتناسب مع سوق العمل خلال الأعوام القليلة المقبلة، على المستوى المحلي في السعودية.

ودعم برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي، جميع الطلاب والطالبات المبتعثين على حسابهم الخاص في جميع الدول، عبر التواصل مع الملحقيات الثقافية السعودية في بلدان الابتعاث، للاستفادة من مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بمناسبة عودته من رحلته العلاجية. وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الموسى، وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات، في وقت سابق أن عدد المستفيدين من مكرمة خادم الحرمين الشريفين للالتحاق ببرنامج الابتعاث، يتوقع أن يصل لنحو 12 ألف مبتعث ومبتعثة في كل بلدان الابتعاث.

وبين الدكتور الموسى أنه على جميع المبتعثين والمبتعثات على حسابهم الخاص في مختلف بلدان الابتعاث سرعة زيارة الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج، أو التسجيل في الموقع الإلكتروني الخاص بالملحقية في بلد الابتعاث، في أقرب وقت ممكن، ليتسنى للوزارة إنهاء الإجراءات اللازمة لإلحاقهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.

ومؤخرا، سعت وزارة التعليم العالي لحصر عدد من الإشكالات التي قد تواجه الطلبة السعوديين المبتعثين في الخارج. وأرجع حينها عدد من الملحقين الثقافيين السعوديين بسفارات السعودية بالخارج، أبرز المشكلات والتحديات التي تواجه الطلبة والطالبات السعوديين المبتعثين للدراسة بالخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، لعدة أسباب، منها اللغة، والاندماج في المجتمعات الجديدة، معتبرين أن تدني المستوى التعليمي المحلي مقارنة بالنظام التعليمي بالدول التي يبعث لها الطلاب السعوديون من العقبات التي تواجه بعضا منهم، مما يؤدي إلى تسرب أعداد من أولئك المبتعثين وانسحابهم من البعثة.

وأوضح الدكتور عبد الله الخطيب، الملحق الثقافي لدى فرنسا ويشرف على إسبانيا وسويسرا وبلجيكا، أن قضية اللغة والاندماج في المجتمع أكبر العقبات التي تواجه الطلاب السعوديين المبتعثين، مضيفا أن ملحقيته الثقافية بباريس عمدت إلى تكثيف دورات اللغة لكل الطلاب المبتعثين، ليتمكنوا من تجاوز عقبة اللغة خلال السنة أو السنة والنصف، التي يقضونها عادة في تحصيلهم للغة الفرنسية، والتي تؤهلهم لدخول الجامعات الفرنسية. وحول قضية الاندماج في المجتمع، يؤكد الخطيب أنها لا تشكل مشكلة كبيرة لدى عدد كبير من الطلاب، مرجعا ذلك لكون الجيل الجديد من الطلاب يتميزون بكونهم على قدر عال من التواصل مع بيئات وثقافات أخرى، من خلال توافر قنوات الاتصال الحديثة من الإنترنت والمحطات التلفزيونية، وغيرهما من الوسائل التي جعلت العالم قرية صغيرة، موضحا أنه لم يعد هناك ما يسمى «الصدمة الثقافية» التي كان يعاني منها البعض، وبخاصة المبتعثون، في فترات مضت.